============================================================
خمدت تلك لليلة، ولم يظهر لها لهب مع جمرها. وكتب إليه صاحب طبرية: أن النهر لم يجر تلك الليلة!!. وكتب إليه صاحب الشام: أن وادي السماوة قد انقطعت جريته تلك الليلة. وكتب إليه صاحب الري: آن بحيرة ساوة قد غاض ماؤها تلك الليلة!! فتضاعفت عليه الهموم، وتكاثرت عليه الغموم(1).
(1) قال ابن كثير في البداية والنهاية: *قال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتاب * هواتف الجان": حدثنا علي بن حرب حدثنا أبو أيوب يعلى بن عمران من أل جرير بن عبدالله البجلي حدثني مخزوم بن هاني المخزومي عن آبيه وأتت عليه خمسون ومائة سنة قال: لماكانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه آربع عشرة شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام وغاضت بحيرة ساوة ورأى الموبذان إبلأ صعابا تقود خيلأ عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادهم. فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك فتصبر عليه تشجعا، ثم رأى أنه لا يدخر ذلك عن رازبته؛ فجعهم ولبس تاجه وجلس على سريره، ثم بعث إليهم: فلما اجتمعوا عنده قال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟ قالوا: لا إلا أن يخبرنا الملك. فبينما هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب خمود النيران؛ فازداد غما إلى غمه، ثم أخبرهم بما رأى وما هاله؛ فقال الموبذان: وأنا أصلح الله الملك - قد رأيت في هذه الليلة رؤيا. ثم قص عليه رؤياه في الإبل فقال : أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ . قال : حدث يكون في ناحية العرب وكان أعلمهم من أنفسهم، فكتب عند ذلك : * من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر أما بعد فوجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه.
فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغساني؛ فلما ورد عليه قال له: ألك علم بما أريد أن أسالك عنه؟ . فقال : لتخبرني أو ليسألني الملك عما أحب؛ فإن كان 448
Page 233