============================================================
وهذا البيت مأخوذ من قوله تعالى: (وما أوتيتم من العلم إلاقليلا2(1) .
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا، إلا من ارتضى من رسول) [الجن:26]، متصل كما هو الأصل، وذكر الرسول لا للاختصاص به، بل لأن كرامة أولياء أتباعه من جملة كراماته ومعجزاته، وفي الحديث: إني لا أعلم إلا ما علمني ربي. فكل ما ورد عنه صلى له عليه وآله سلم من الانباء بالغيوب ليس هو إلا من إعلام الله له به، للدلالة على ثبوت وته، وصحة رسالته صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد اشتهر وانتشر أمره صلى الله عليه وآله وسلم بالاطلاع على الغيب حونؤكد أن ذلك باطلاع الله إياه له - حتى كان يقول بعضهم لبعض: اسكت فو الله لولم يكن عندنا من يخيره لأخيرته حجارة البطحاء.
ثاتيهما: في بيان أجلى أدلة ذلك الذي قدمناه وهو قليل من كثير؛ منها: ما رواه مسلم و البخاري في صحيحهما بسندهما عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقامأ ما ترك فيه شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من عله وجهله من جهله، فقد كنت أرى الشيء كنت قد نسيته فأراه، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فيعرفه . انظر: البخاري في كتاب القدر، باب (وكان أمر الله قدرا مقدورا). ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب : إخبار النبني صلى الله عليه وآله وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة. وسياتي مزيد بيان وتفصيل وأحاديث مروية في ذلك عند شرح قول الناظم - رضي الله عنه -: ومن علومك علم اللوح والقلم البيت رقم (1) سورة الاسراء - الآية 85.
256
Page 144