182

- قال ابن العميد: (ما كنت أظن في الدنيا حلاوة كحلاوة الوزارة أو الرياسة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، وكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان أبو بكر يغلبه بفطنته حتى ارتفعت أصواتهما، إلى أن قال الجعابي: "عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي"، فقال: "هات"، قال: "حدثنا أبو خليفة أنا سليمان بن أيوب" (وحدث بحديث)، فقال الطبراني: "أنا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة، فاسمعه مني عاليا"، فخجل الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت أنا الطبراني، وفرحت كفرحه).

- عن محمد بن أحمد الواعظ قال: (قام أبو بكر بن الباغندي يصلي، فكبر، ثم قال: "حدثنا محمد بن سليمان لوين"، فسبحنا به، فقال: {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالين}.

وروي عنه أيضا قال: {قد حبب إلي الحديث، رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم أقل: "ادع الله لي"، وقلت له: "يا رسول الله! أيهما أثبت في الحديث: منصور أو الأعمش؟ "، فقال لي: "منصور، منصور")، وقال ابن كثير: "إنه ربما يسرد بعض الأحاديث بأسانيدها في الصلاة والنوم، وهو لا يشعر".

- وكان يحيى بن هلال بن مطر يجلس كل يوم لإسماع "المدونة" من الظهر إلى الليل، يستوعب قراءتها كل شهر.

وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي صاحب "المهذب": (كنت أعيد كل درس مائة مرة، وإذا كان في المسئلة بيت شعر يستشهد به حفظت القصيدة كلها من أجله).

Page 185