147

Cujalat Muhtaj

عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج

Publisher

دار الكتاب

Publisher Location

إربد - الأردن

بَابُ الْحَيْضِ اَلْحَيْضُ: أصلهُ من حَاضَ الْوَادِى إذا سَالَ، وقال ثعلب: من الْحَوْضِ لاِجْتِماعه (٢٦٠). وذكر في أثنائه الاستحاضة (٢٦١)؛ وفي أخره النفاس أيضًا. أَقَلُّ سِنِّهِ تِسْعُ سِنِينَ، أي قمرية عملًا بالوجود المتعارف بطريق الاستقراء (٢٦٢)،

(٢٦٠) الحَيْضُ في اللغة: السَّيَلاَنُ؛ تقول العرب: حاضَ الوادي إذا سال بعد امتلائه قطعًا، وحاضت الشجرة إذا سَالَ صَمغُها. وشرعًا: هو الدَّمُ الخارجُ مِنَ الرَّحِمِ على وصف مخصوص في وقت مخصوص. وهو تقتضيه الطباع السليمة، فيخرج من أقصى رَحِمِ المرأة بعد بلوغها على سبيل الصحه من غير سبب في أوقات معلومة بحسبها. والأصلُ في أحكام الحيض وحقيقته قول الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: ٢٢٢] وقوله ﵊ لعائشة رضى الله عنها: [إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى بَنَاتِ أدَمَ]. رواه البخاري في الصحيح: الحديث (٢٩٤ و٣٠٥). وله عشرة أسماء: ١. حيض. ٢. طمث. ٣. ضحك. ٤. إكبار. ٥. إعصار. ٦. دراس. ٧. عراك. ٨. مزاك. ٩. طمس.١٠. نفاس. وفضلًا عن الإنسان يحيض من الحيوان: الأَرْنَبُ وَالضُّبْعُ وَالْخُفَّاشُ وَالنَّاقَةُ وَالْكَلْبَةُ وَالأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ، وليس محلها إلا العلم فحسب. (٢٦١) اَلإِسْتِحَاضَةُ: استمرارُ الدم بعد أيام حيضها. وهر دمُ عِلَّةٍ يسيل من عرق من أدنى الرحم يقال له: العاذل أو العادل أو العاذر. وسواء أخَرج أثر الحيض أو لا! واختلف في الدم الذى تراه الصغيرة والآيسة، والأصح أنه دم فاسد. وقيل: لاتطلق الاستحاضة إلا على دمٍ وقع بعد حيض. أما النَّفَاسُ: فهو؛ الدم الخارجُ بعد فراغِ الرحمِ من الحمل. (٢٦٢) قال الشافعي ﵀: وأعجل من سمعتُ به من النساء حِضْنَ؛ نساء تهامة، يحضن لتسع سنين، فلو رأت المرأة الحيض قبل تسع سنين، فاستقام حيضُها اعتدُّتْ به، وأكملت ثلاثة أشهر في ثلاث حِيَضٍ، فإن ارتفع عنها الحيض، وقد رأته في هذه السنين، فإن رأته كما ترى الحيضة؛ ودم الحيضة بلا علَّة إلا كعلل الحيضة ودم الحيضة، ثم ارتفع لم تعتد إلا بالحيض حتى تُؤُيِسَ من المحيض، فإن رأت دمًا يشبه دم الحيضة لعلة في هذه السن، اكتفت بثلاثة أشهر إذا لم يتتابع عليها في هذه السن ولم تعرف أنه حيض لم يكن حيضًا إلا أن ترتاب فتستبرئ نفسها من الريبة. ومتى رأت =

1 / 149