Cujab Fi Bayan Asbab
العجاب في بيان الأسباب
Investigator
عبد الحكيم محمد الأنيس
Publisher
دار ابن الجوزي
٢٦- قوله ز تعالى: ﴿وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [الآية: ٨٥] .
قال ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس: كانوا فريقين يعني بالمدينة بنو قينقاع ولهم حلفاء الخزرج، وقريظة والنضير ولهم حلفاء الأوس فوقع بين الأوس والخزرج حرب، فخرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت قريظة والنضير مع الأوس، فظاهر كل فريق حلفاءه على إخوانهم حتى سفكت دماؤهم، وبأيديهم التوراة، يعرفون فيها تحريم سفك دمائهم، والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، لا يعرفون حلالا من حرام فاذا انقضت الحرب افتدوا أسرى من أسر منهم فتفتدي قينقاع من أسرة الأوس، وتفتدي قريظة والنضير من أسرة الخزرج فأنبهم الله تعالى بذلك.
قال ابن إسحاق: ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج نزلت هذه القصة فيما بلغني، أخرجه الطبري١.
وأخرج٢ من طريق السدي نحوه لكن خالف في بعضه فقال: إن الله أخذ علي بني إسرائيل في التوراة أن لا يقتل بعض بعضا وأيما عبد أمة وجدتم من بني إسرائيل فاشتروه فأعتقوه فكانت قريظة حلفاء الأوس، والنضير حلفاء الخزرج، وكانوا يقتتلون في حرب سمير٣ فإذا أسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه فكان العرب تعيرهم بذلك يقولون كيف تقاتلونهم وتفدونهم فإذا٤ قالوا: أمرنا بأن
١ "٢/ ٣٠٥-٣٠٦" الرقم "١٤١٧" وقد تصرف الحافظ واختصر، وانظر "السيرة" لابن هشام "ق١/ ٥٣٩-٥٤٠". ٢ "٣٠٦-٣٠٧" الرقم "١٤٧٢" وعلى عادته اختصر وتصرف. ٣ حرب سُمير، كانت في الجاهلية بين الأوس وسمير رجل من بني عمرو بن عوف. وانظر خبر هذه الحرب في "الأغاني" "٣/ ١٨: ٢٦" عن هامش الطبري. ٤ هذه اللفظة قلقة هنا جدًّا، والصواب حذفها ولم ترد في الطبري.
1 / 278