257

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Investigator

عبد الحكيم محمد الأنيس

Publisher

دار ابن الجوزي

الأمد١ فأخذ بهم في صعود٢ في جهنم يرهقون. وأخرج الطبري٣ من وجه آخر عن جويبر عن الضحاك في هذه الآية قال: قالت اليهود: لا نعذب في النار إلا أربعين يوما بمقدار ما عبدنا العجل. وأما السند الأول من طريق ابن إسحاق فقد تقدم في حال النسخة المروية عن محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد وأنه صدوق عند ابن أبي حاتم٤ وغيره لكن الأحاديث التي يقول فيها ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس فالترديد بين عكرمة وسعيد بن جبير، وفي هذا الموضع اقتصر

١ في الطبري: الأبد. ٢ روى ابن أبي حاتم عن عطية العوفي عن أبي سعيد عن النبي ﷺ: "سأرهقه صعودًا قال هو جبل في النار، من نار، يكلف أن يصعده، فإذا وضع يده ذابت، وإذا رفعها عادت، فإذا وضع رجله ذابت، وإذا رفعها عادت" أورد هذا الحافظ ابن كثير في تفسير في سورة المدثر "٤/ ٤٤٢"، وقال: "ورواه البزار وابن جرير من حديث شريك به، وقال قتادة عن ابن عباس: صعودًا: صخرة في جهنم، يسحب عليها الكافر على وجهه، وقال السدي: صعودًا: صخرة ملساء في جهنم يكلف أن يصعدها، قال مجاهد: "سأرهقه صعودًا" أي مشقة من العذاب، وقال قتادة: لا راحة فيه واختاره ابن جرير". ٣ "٢/ ٢٧٧" الرقم "١٤٠٨". ٤ لم يسبق لرأي ابن أبي حاتم ذكر ولم أره يصرح في كتابه "الجرح والتعديل" في ترجمة ابن إسحاق "٧/ ١٩١-١٩٤" برأيه هو فيه لكنه قال "ص١٩٢": "سئل أبو زرعة عن محمد بن إسحاق بن يسار فقال: صدوق، مَنْ تكلم في محمد بن إسحاق؟ محمد بن إسحاق صدوق" ونقل "ص١٩٤" عن أبيه أنه سمعه يقول: "محمد بن إسحاق ليس عندي في الحديث بالقوي، ضعيف الحديث، وهو أحب إليَّ من أفلح بن سعيد، يكتب حديثه". وقد روى في تفسيره عنه، مع أنه التزم -كما في مقدمته "ص٩": "إخراج تفسير القرآن مختصرًا بأصح الأسانيد، وحذف الطرق". ملاحظة: تقدم في "الفصل الجامع" وصف ابن حجر لرواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس بـ"النسخة" وذكر أن البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه "النسخة" فلعل ذهنه انصرف إلى هذا حين كتابته في هذا الموضع! والله أعلم.

1 / 275