250

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Investigator

عبد الحكيم محمد الأنيس

Publisher

دار ابن الجوزي

وللطبري١ من طريق بشر٢ بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله ﴿بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم﴾: بما أكرمكم٣ الله به فيقول الآخرون: إنما نستهزئ بهم. قلت: فعلى هذا المراد بالفتح الإنعام والكرامة، وعلى الأول الفتح العقوبة، ويشهد له ﴿افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ﴾ ٤. وقد أخرج الطبري٥ من طريق السدي التصريح بأن المراد بالفتح هنا العذاب ولفظه: قال في قوله تعالى: ﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم﴾ يعني من العذاب وهو الفتح قولوا لهم: نحن أكرم على الله منكم٦. وجاء في السبب المذكور: ٢- قول آخر٧ فأخرج عبد الرزاق في "تفسيره"٨ عن معمر عن قتادة قال: كانوا يقولون إنه سيكون نبي -يعني في آخر الزمان٩- فخلا بعضهم إلى بعض

١ "٢/ ٢٥٠-٢٥١" الرقم "١٣٩". ٢ في الأصل: بسر وهو من عادة الناسخ في ترك الأعجام. ٣ في الطبري: أمركم ولعل في النسخة التي نقل منها الحافظ: أكرمكم! ولكن ما موضع الاستهزاء في حديث الإنسان عن إكرام الله له؟! ٤ سورة الأعراف "٨٩". ٥ "٢/ ٢٥٣" البقرة "١٣٤٨". ٦ اللفظ هنا مختلف عما في الطبري، والجملة الأخيرة فيه: "أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب، ليقولوا: نحن أحب إلى الله منكم، وأكرم على الله منكم؟ " فلعل قوله في المتن: "قولوا لهم" محرف عن "ليقولوا لكم". ٧ هذا القول أوفق الأقوال بسياق الآية. ٨ "ص٨". ٩ التوضيح من الحافظ.

1 / 268