210

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Investigator

عبد الحكيم محمد الأنيس

Publisher

دار ابن الجوزي

أنهم لما أمروا في الفاتحة أن يقولوا: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم﴾ فقالوا: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم﴾ فقيل لهم ذلك الصراط هو الكتاب لا ريب فيه١. ٣- قوله تعالى: ﴿الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِين﴾ إلى ﴿الْمُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: ١-٥] . أسند الواحدي٢ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: "أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها [نزلتا] ٣ نزلتا في الكافرين، وثلاث عشرة آية نزلت في المنافقين". قلت: وقال مقاتل بن سليمان٤: "نزلت الآية ان الأوليان في المؤمنين من المهاجرين والأنصار، والآية ان بعدها في من آمن من أهل الكتاب، منهم عبد الله بن سلام٥

١ نقل هذا القول أبو حيان في البحر "١/ ٣٦" سماعًا من شيخه أبي جعفر، وتصرف ابن حجر في النقل فقوله: "يحتمل" غير موجود في البحر، بل هو فيه بصيغة الجزم، وعلق أبو حيان عليه بقوله: "وبهذا الذي ذكره الأستاذ تبين وجه ارتباط سورة البقرة بسورة الحمد، وهذا القول أولى لأنه إشارة إلى شيء سبق ذكره إلى شيء لم يجز له ذكره. ٢ "ص١٩"، وانظر تفسير سفيان الثوري "٤١". ٣ استدركتها من المطبوع. ٤ في تفسيره "ص١٧" والنقل بتصرف. ٥ كتب فوقها في الأصل: "خفـ" إشارة إلى نقطه، بالتحقيق، قال السهيلي في "الروض الأنف" في شرح قصة إسلام عبد الله بن سلام. "٤/ ٤٠٧": "سلام هو بتخفيف اللام، ولا يوجد من اسمه -سلام- بالتخفيف- في المسلمين؛ لأن السلام من أسماء الله، فيقال عبد السلام ويقال: سلام -بالتشديد- وهو كثير، وإنما سلام -بالتخفيف- في اليهود، وهو والد عبد الله بن سلام منهم".

1 / 228