241

ʿUddat al-ṣābirīn wa-dhakhīrat al-shākirīn

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Editor

إسماعيل بن غازي مرحبا

Publisher

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Edition

الرابعة

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

الرياض وبيروت

التراب على الرأس (^١). واللقلقة: الصوت (^٢).
وأما دعوى النسخ في حديث حمزة فلا يصح؛ لأن معناه: لا يبكين على هالك بعد اليوم من قتلى أحد.
ويدل على ذلك أن نصوص الإباحة أكثرها متأخرة عن غزوة أحد، منها: حديث أبي هريرة إذ إسلامه وصحبته كانا في السنة السابعة. ومنها البكاء على جعفر وأصحابه، وكان استشهادهم في السنة الثامنة. ومنها البكاء على زينب وكان موتها في الثامنة أيضًا (^٣). ومنها البكاء على سعد بن معاذ وكان موته في الخامسة. ومنها البكاء عند قبر أمه ﷺ وكان عام الفتح في الثامنة.
وقولهم: إنما جاز قبل الموت حذرًا، بخلاف ما بعد الموت.
جوابه: أنّ الباكي قبل الموت يبكي حزنًا، وحزنه بعد الموت أشد، فهو أولى برخصة البكاء من الحالة التي يرجو (^٤) فيها، وقد أشار ﷺ إلى ذلك بقوله: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب،

(^١) "على الرأس"، ساقطة من الأصل، واستدركتها من: (م) و(ن).
(^٢) "صحيح البخاري" قبل الحديث (١٢٩١) تعليقًا.
(^٣) الأحاديث السابقة واللاحقة في هذه الفقرة فد سبق تخريجها.
أما بكاء النبي ﷺ على زينب، فلم أقف عليه. وقد توفيت ﵂ في السنة الثامنة كما قال المصنف. انظر: "الإصابة" لابن حجر (٧/ ٦٦٥).
والوارد أنه بكي على ابنة زينب، وذلك في "صحيح البخاري" رقم (٥٦٥٥) و"صحيح مسلم" رقم (٢٤٧١). واسمها أمامة. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٣/ ١٨٦).
(^٤) في النسخ الثلاث الأخرى: "يرجى".

1 / 194