من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، وأن أُكفّر عنه سيئاته" (^١).
وفي صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "إذا جمع اللَّه الخلائق نادى مناد: أين أهلُ الفضل (^٢)؟ قال: فيقوم ناس -وهم يسير- فينطلقون سراعًا إلى الجنة، فتلقاهم الملائكة، فتقول: إنا نراكم سراعًا إلى الجنة فمن أنتم؟ فيقولون (^٣): نحن أهل الفضل. فيقولون: ماذا كان فضلُكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا عفونا، وإذا جُهل علينا حلمنا، فيُقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين" (^٤).
وفي "الصحيح" (^٥) أن رسول اللَّه ﷺ قسم مالًا، فقال بعض الناس: هذه قسمة ما أريد بها وجه اللَّه، فأُخبر بذلك رسول اللَّه ﷺ فقال: "رحم اللَّه أخي موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر" (^٦).
(^١) "الموطأ" (٢/ ٩٤٠ - ٩٤١)، وهو مرسل.
وله طرق موصوله ذكرها الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" رقم (٢٧٢)، وصحح الحديث لأجلها.
(^٢) في الأصل وسائر النسخ الخطية: "الصبر"، وهو سهو كما سيأتي في سياق الحديث. وهو كذلك -على الصواب- في مصادر التخريج، واللَّه أعلم.
(^٣) في الأصل: "قال". والتصويب من النسخ الثلاث الأخرى.
(^٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "الحلم" رقم (٥٦)، وفي كتاب "مداراة الناس" رقم (١١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٨٥٨٦) وضعفه.
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ١٣٩)، وابن قدامة في "المتحابين في اللَّه" رقم (١٥٥) عن علي بن الحسين مقطوعًا عليه.
(^٥) كذا في الأصل و(م) و(ن). وفي (ب): "الصحيحين".
(^٦) "صحيح البخاري" رقم (٣٤٠٥)، و"صحيح مسلم" رقم (١٠٦٢). من حديث عبد اللَّه بن مسعود ﵁.