155

Cuddat Sabirin

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Investigator

إسماعيل بن غازي مرحبا

Publisher

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Edition Number

الرابعة

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

الرياض وبيروت

Genres

Sufism
من (^١) الإنفاق لغيره، وكذا بالعكس. الرابع عشر: صرف الفكر إلى عجائب آيات اللَّه التي ندب عباده إلى التفكر فيها، وهي: آياته المتلوَّة وآياته المخلوقة، فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاضرة الشيطان ومحادثته ووسواسه. وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاضر الرحمن ورسوله والصحابة، فرغب عن ذلك إلى محاضرة الشيطان من الإنس والجنّ! فلا غبن بعد هذا الغبن، واللَّه المستعان. الخامس عشر: التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها، فلا يرضى لنفسه أن يتزوّد منها إلى دار بقائه وخلوده أخسَّ ما فيها وأقله نفعًا [إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب] (^٢) فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له، فكيف إذا كان زاده ما يعذب به ويناله بسببه غاية الألم؟! بل إذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه كان حسرة عليه. السادس عشر: تعرضه إلى من القلوب بين إصبعيه، وأزمّة الأمور بيديه، وانتهاء كل شيء إليه على الدوام، فلعله أن يصادف أوقات النفحات، كما في الأثر المعروف: "إن للَّه في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته، واسألوا اللَّه أن يستُر عوراتكم، ويؤمن روعاتكم" (^٣).

(^١) ليست في الأصل، وأثبتها من النسخ الثلاث الأخرى. (^٢) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، واستدركته من النسخ الثلاث الأخرى. (^٣) روي عن أبي الدرداء ﵁، رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" رقم (٣٤٥٩٤)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٢١). وجاء في حديث مرفوع عن أنس بن مالك، أخرجه الطبراني في "الكبير" =

1 / 108