قولُه: "إِلَى رسول الله ﷺ": يتعلق بـ"أتت"، و"في حجره" بفتح "الحاء" وكسرها، يتعلق بـ "أجلسه".
و"على ثوبه": يتعلق بـ "بال"، و"الهاء" في "ثوبه" تعود على "النَّبِيّ ﷺ"، وقال بعضهم: تعود على "الصبي"، وفيه بُعد كأنه فر من قولُه: "ولم يغسله".
و"بماء: يتعلق بـ"دعا"، و"على ثوبه" الثانية تتعلّق بـ"نضحه".
وجملة "ولم يغسله" في محلّ حال من الضمير في "نضحه".
وجاء الحال بـ"الواو" والضمير، وهو الأكمَل، كقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾ [النور: ٦]. (١)
قال ابن هشام: الحال يكون جملة [بثلاثة] (٢) شروط: -
أحدها: أن تكون خبرية. وغلط من قال في قولِه:
اطلُبْ وَلَا تَضْجَرَ مِنْ مَطْلَبِ ... ........................ (٣)
أن "لا" ناهية و"الواو" للحال.
قلت: يريد أن "الواو" واو الجمع؛ فتنصب بإضمار "أن"، مثل: "لا تأكل السمك وتشرب اللبن" (٤).
(١) انظر: اللمحة (١/ ٣٩٤).
(٢) بالنسخ: "بثلاث".
(٣) صدر بيت من السريع، وهو لبعض المولدين. وتمامه: "فآفَةُ الطَّالِبِ أن يَضْجَرَا". انظر: شرح التصريح (١/ ٦٠٩)، والهمع (٢/ ٣٢٠)، والمعجم المفصل (٣/ ١٠١).
(٤) قال ابن الشجري في أماليه (٢/ ١٤٨): وأمّا الواو فيضمرون "أن" بعدها، إِذَا أرادوا النّهى عن الجمع بين الشيئين، كقولك: "لا تأكل السّمك وتشرب اللّبن"، أى: "لا تجمع بينهما". وانظر: شرح التسهيل (٤/ ٣٦)، شرح المفصل (٤/ ٢٣٣، ٢٣٦، ٢٤٥، ٢٥٢)، وهمع الهوامع (١/ ٦٣، ٧٣)، (٢/ ٣٩٤).