274

Naqd al-Ṣaḥāba waʾl-tābiʿīn liʾl-tafsīr

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

Genres

نحو الجسر رجل معه كتاب، قلنا: ما هذا؟، قال: هذا كتاب، قلنا: وما كتاب؟، قال: كتاب دانيال، فلولا أن القوم تحاجزوا لقتلوه، وقالوا: كتاب سوى القرآن؟ ! أكتاب سوى القرآن؟ !» (١).
دواعي نقد الإسرائيليات:
لم يكن انتقاد الصحابة والتابعين للإسرائيليات غير ذي معنى، وإنما كانت له مبرراته ودواعيه الصحيحة المتفقة مع النصوص والقواعد الشرعية، ومنها ما يلي:
أولًا: الخشية من مزاحمة المرويات الإسرائيلية لما مع المسلمين من الكتاب والسنة؛ إذ الانشغال بها يؤثر - ولا بد - على ارتباط المسلم بكتاب ربه خاصة إذا وافق قصورًا في الحصيلة الشرعية عند بعض الناس، ولذلك لما ضرب عمر الرجل الذي نسخ كتاب دانيال قرأ عليه صدر سورة يوسف؛ تنبيهًا له على الاشتغال بقصص القرآن وأخباره عن غيرها.
ولما محا ابن مسعود الصحيفة اليهودية قال: «إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره» (٢).
ثانيًا: الخشية من تصديق أهل الكتاب والوثوق بأقوالهم والركون إليهم مع

(١) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ١٦٢).
(٢) انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٧/ ٤٢).

1 / 274