87

Muʿtaqad ahl al-Sunna waʾl-jamāʿa fī tawḥīd al-asmāʾ waʾl-ṣifāt

معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات

Publisher

أضواء السلف،الرياض

Edition Number

الأولى ١٤١٩هـ/١٩٩٩م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

بِهِ عِلْمًا﴾ ١
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ﵀: "إدراك حقيقة الكيفية مستحيل، وهذا ما نص عليه في هذه الآية من سورة طه، فقوله: ﴿يُحِيطُونَ بِهِ﴾ فعل مضارع منفي، والفعل الصناعي الذي يسمى (بالفعل المضارع، وفعل الأمر، والفعل الماضي) ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعًا، فيحيطون في مفهومها (الإحاطة) فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون معه كالنكرة المبنية على الفتح، فيصير المعنى: لا إحاطة للعلم البشري برب السموات والأرض، فينفى جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها، فالإحاطة المسندة منفية (للخلق) عن رب العالمين"٢.
ثانيًا: قصور العقل عن معرفة كيفية صفات الله.
إن على العقل أن ييأس من تعرف كنه الصفات وكيفياتها لعجزه عن معرفة ذلك، لأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته، أو العلم بنظيره المساوي له، أو بالخبر الصادق، وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله، فوجب بطلان تكييفها.
وعلم الإنسان محدود كما أخبر الله بذلك، حيث قال: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ ٣، وقال تعالى: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ ٤.

١ الآية ١١٠ من سورة طه
٢ منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات ص ٢٤
٣ الآية ٨٥ من سورة الإسراء
٤ الآية ٢٥٥ من سورة البقرة

1 / 100