232

Al-madhāhib al-fikriyya al-muʿāṣira wa-dawruha fī al-mujtamaʿāt wa-mawqif al-muslim minhā

المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها

Publisher

المكتبة العصرية الذهبية

Edition

الأولى ١٤٢٧هـ

Publication Year

٢٠٠٦م

Publisher Location

جدة

Genres

الفصل الثامن: هل المسلمون في حاجة إلى التجمع حول القومية؟
من البدَهي أن يأتي الجواب بالنفي مطلقًا والأمر واضح تمام الوضوح، فقد أغنى الله المسلمين عن التجمع حول أي فكرة جديد أو شعار أو حزب، بل أنه حارب كل تجمُّع يقوم على غير هديه القويم، معتبرًا المسلمين كلهم أخوة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ ١، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" ٢، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ٣.
ونصوص أخرى كثيرة في كتاب الله ﷿ وسنَّة نبيه كلها تحث المسلمين على أن يكون تجمعهم وتفرقهم وحربهم سلمهم ومعاداتهم وموالاتهم كلها قائمة على هدي الله ﷿، لا إلى العرب أو العروبة أو القومية أو الوطنية، فهي وغيرها شعارات جاهلية يبغضها الإسلام ويحاربها، وكل دعوى لا تلتزم هدي الله فهي دعوى جاهلية يجب الحذر منها، ولقد أعلنها المصطفى ﷺ صريحة حيث قال للأنصاري الذي قال: يا للأنصار، واللمهاجري حين قال: يا للمهاجرين، قال ﷺ: "ما بال دعوى أهل الجاهلية"، وفي رواية٤ "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم".

١ من سورة الحجرات آية: ١٠.
٢ أخرجه البخاري ج١، ص١٨٢، ومسلم ج٤، ص١٩٩٩.
٣ أخرجه البخاري ج٥، ص٢٢٣٨، ومسلم ج٤، ص١٩٩٩.
٤ صحيح البخاري -مع الفتح ج٤، ص١٤٦-١٤٧.

2 / 929