195

Al-madhāhib al-fikriyya al-muʿāṣira wa-dawruha fī al-mujtamaʿāt wa-mawqif al-muslim minhā

المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها

Publisher

المكتبة العصرية الذهبية

Edition

الأولى ١٤٢٧هـ

Publication Year

٢٠٠٦م

Publisher Location

جدة

Genres

الفصل الخامس: أدلة دعاة تحضير الأرواح
من الإفك أن يستدلَّ الذين يؤمنون بتحضير الأرواح من المتصوِّفة وغيرهم من الروحيين ببعض الآيات القرآنية من مثل قوله تعالى:
١ - ﴿إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ١.
أي: إن روح الميت حضرت في صورة تلك البقرة وتكلَّمت.
٢- ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ ٢.
أي: إن إبراهيم ﵇ استدلَّ بتحضير الأرواح وازداد طمأنينة وإيمانًا بحضورهم عنده حينما استحضرهم.
نعم نؤمن ببقاء الأرواح بعد الموت؛ إذ الموت للجسد فقط لا للروح، وهي إمَّا أن تكون في نعيم، وإما في عقاب، وقولهم: إن الأرواح تعمل بعد

١ سورة البقرة، الآيتين: ٧٢، ٧٣.
٢ البقرة آية: ٢٦٠.

2 / 887