الفصل الخامس
كيف ظهر الخلاف والتفرق بين المسلمين
كان الخلاف في زمن الرسول ﷺ ينتهي فور وصوله إلى الرسول ﷺ حين يحكم فيه، وبعد وفاته وحتى آخر عصر الخلفاء الراشدين كان المسلمون على منهج واحد في أصول الدين وفي فروعه، إلا أنه قد وجدت بعض الأمور التي كانت محل خلاف بين الصحابة ﵃، بعد وفاة الرسول ﷺ مباشرة، ولكنهم قضوا عليها بثباتهم ونياتهم الصادقة -بعد توفيق الله لهم- نذكر منها على سبيل الإيجاز ما يلي:
١. ما أصاب بعض الصحابة من الدهشة من موت الرسول ﷺ هل مات الرسول كما مات غيره من الأنبياء؟ لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ (١)، أم أن الرسول ﷺ لم يمت وإنما هو في غيبوبة وسيفيق منها، حتى قال عمر ﵁: من قال إن رسول الله مات-ضربته بالسيف؟
وحينما جاء أبو بكر ﵁ قضى على هذا الخلاف، وأقر الجميع بموت الرسول ﷺ.
هكذا يذكر أصحاب المقالات، ومن وجهة نظري لا أرى أن هذا يشكل خلافًا حقيقيًا وإنما هي حالة طارئة مرّت بالمسلمين دون أن تشكل ظاهرة خلافية.
(١) الزمر:٣٠