وبهذا أعله جماعة من الحفاظ منهم الترمذي، وأبوالفضل بن الشهيد، والدارقطني، وهو ظاهر صنيع النسائي (^١).
وقال أبوزرعة لما سئل عن رواية الجماعة، عن الأعمش، عن أبي صالح: "منهم من يقول: الأعمش، عن رجل، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، والصحيح: عن رجل، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ" (^٢).
وإنما سقت هذين المثالين من "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم" ليضدرك الباحث ضرورة مراعاة الخطأ في التصريح بالتحديث من مدلس، وأنه إذا كان قد استدرك على هذين الكتابين مع جلالتهما، وتحري مؤلفيهما البالغ ـ
(^١) "سنن الترمذي" حديث ١٤٢٥، و"سنن النسائي الكبرى حديث (٧٢٨٨ - ٧٢٩٠، و"علل الأحاديث في صحيح مسلم" ص ١٣٦، و"جامع العلوم والحكم" ص ٣١٨.
(^٢) "علل ابن أبي حاتم" ٢: ١٦٢، وجاء في حواشي بعض النسخ كما في " علل ابن أبي حاتم" تحقيق محمد الدباسي تعليقًا على عبارة: " منهم من يقول: الأعمش، عن رجل، عن أبي هريرة" - ما نصه: "لعله: عن أبي صالح"، أي لعله: عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، ومثل ذلك يقال في الجملة الأخيرة.