Conditions of 'There is No God but Allah'
شروط لا إله إلا الله
Publisher
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Edition Number
السنة السادسة والعشرون - العددان ١٠١
Publication Year
١٠٢ - ١٤١٤/١٤١٥هـ
Genres
وَمن تَمام محبَّة الله محبَّة مَا يُحِبهُ وَكَرَاهَة مَا يكرههُ. فَمن أحب شَيْئا مِمَّا يكرههُ الله أَو كره شَيْئا مِمَّا يُحِبهُ الله لم يكمل توحيده وَصدقه فِي قَول لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكَانَ فِيهِ من الشّرك بِحَسب مَا كرهه مِمَّا يُحِبهُ الله، وَمَا أحبه مِمَّا يكرههُ الله. وَلذَلِك ذمّ ﷾ هَؤُلَاءِ فَقَالَ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ ١ وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ ٢ ٣.
وَفِي صَحِيح الْحَاكِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي ﷺ قَالَ: "الشّرك فِي هَذِه الْأمة أخْفى من دَبِيب النَّمْل على الصَّفَا فِي اللَّيْلَة الظلماء وَأَدْنَاهُ أَن تحب على شَيْء من الْجور أَو تبغض على شَيْء من الْعدْل ... " الحَدِيث ٤. قَالَ ابْن رَجَب - بعد سِيَاقه هَذَا الحَدِيث - "وَهَذَا نَص فِي أَن محبَّة مَا يكرههُ الله وبغض مَا يُحِبهُ مُتَابعَة للهوى، والموالاة على ذَلِك والمعاداة فِيهِ من الشّرك الْخَفي" ٥.
وعلامة حب العَبْد ربه تَقْدِيم محابه وَإِن خَالَفت هَوَاهُ، وبغض مَا يبغض ربه وَإِن مَال إِلَيْهِ هَوَاهُ، وموالاة من والى الله وَرَسُوله ومعاداة من عَادَاهُ، وَاتِّبَاع سنة رَسُوله ﷺ وتقديمها على غَيرهَا من السّنَن ٦.
وَمن الْمَعْلُوم أَن الْجَوَارِح تعْمل - فِي الْغَالِب - بِمُقْتَضى الْحبّ والبغض، يَدْفَعهَا حب الشَّيْء إِلَى عمله وبغض الشَّيْء إِلَى تَركه وَلذَا إِذا تمكنت محبَّة الله تَعَالَى فِي الْقلب لم تنبعث الْجَوَارِح إِلَّا إِلَى طَاعَته ﷿ وَهَذَا - كَمَا قَالَ ابْن رَجَب ٧ - هُوَ معنى الحَدِيث الإلهي الَّذِي خرّجه البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة
_________
١ - آيَة ٩ مُحَمَّد.
٢ - آيَة ٢٨ مُحَمَّد.
٣ - انْظُر: كلمة الْإِخْلَاص ص٣٨، وجامع الْعُلُوم وَالْحكم ص٣٤٠، والدر المنثور ج٢ ص١٧.
٤ - رَوَاهُ الْحَاكِم فِي التَّفْسِير (تَفْسِير آل عمرَان) ج٢ ص٢٩١، وَأبي نعيم فِي الْحِلْية ج٩ ص٢٥٣.
٥ - كلمة الْإِخْلَاص لِابْنِ رَجَب ص٣٩.
٦ - معارج الْقبُول ج٢ ص٤٢٤.
٧ - انْظُر: كلمة الْإِخْلَاص ص٤٣. والدر المنثور ج٢ ص١٧. وجامع الْعُلُوم وَالْحكم ص٣٢٠.
1 / 438