135

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Publisher

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Genres

وجل في كتابه: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وإن شاء عذبهم في النار بعدله: ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته: ــ فيها، فمن دخل النار عندهم لا يخرج منها. وخلاف المرجئة القائلين: إنهم لا يمرون على النار أبدًا، فهذا غلط، بل لا نضمن لهم النجاة، فهم تحت المشيئة. إن شاء عفا عنهم بفضله، وإن شاء عذبهم بعدله، وما ظلمهم الله ﷾، بل عذبهم بأعمالهم التي أوجبت لهم ذلك، فالله لا يعذب من لم يعصه، ولا يساوي بين العاصي وبين المؤمن المستقيم، (أفنجعل المسلمين كالمجرمين*ما لكم كيف تحكمون) [القلم: ٣٥، ٣٦] (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) [ص: ٢٨] . هذا استنكار من الله ﷿، (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) [الجاثية: ٢١] . كما صحت بذلك الأخبار عن رسول الله ﷺ: أن عصاة الموحدين يخرجون من النار (١)، إما بفضل الله تعالى، وإما بشفاعة

(١) كما في حديث الشفاعة عن أنس ﵁ وفيه، قال النبي ﷺ: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة" أخرجه البخاري (رقم ٧٤١٠) ومسلم (رقم١٩٣) .

1 / 157