130

Compilation of the Quran - An Analytical Study of its Narrations

جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

بيروت

Genres

القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ قال عمر: هذا والله خير، لم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فتتبع القرآن فاجمعه، فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ قال: هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبو بكر وعمر ﵄، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ «١»، حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر في حياته ثم عند حفصة بنت عمر ﵃ «٢». دلالة الحديث: ذكرنا هذا الحديث في المبحث الأول من هذا الفصل، وتحدثنا عنه من الناحية التاريخية، عن فكرة الجمع وسببه وعلى ماذا استندوا، وكذلك عن لجنة الجمع وعن الصفات والمؤهلات التي جعلت أبا بكر الصديق ﵁ يخص زيد بن ثابت ﵁ بهذا العمل، وبماذا امتاز هذا الجمع. وحتى لا يكون تكرار سوف أقتصر في هذا الحديث هنا على الدلائل

(١) سورة التوبة، من الآية (١٢٨). (٢) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن، رقم (٤٧٠١).

1 / 138