94

Al-taʿlīq ʿalā sharḥ al-sunna liʾl-Barbahārī - Nāṣir al-ʿAql

التعليق على شرح السنة للبربهاري - ناصر العقل

Genres

أدلة النافين لسماع الأموات كلام الأحياء سوى ما ورد
وهناك من نفى سماع الأموات مطلقًا، وقال: إن الأموات يُبلّغون من قبل الملائكة، والملائكة لا شك أنها تعاشر الأحياء والأموات، وأن ما يحدث منا لهم من السلام وغيره يكون بواسطة الملائكة واستدلوا بعمومات النصوص، مثل قوله ﷿: ﴿إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل:٨٠] قالوا: هذا دليل قاطع على أن الموتى لا يسمعون، وإذا كان النبي ﷺ لا يسمع الموتى فغيره من باب أولى.
وحملوا النصوص المثبتة على أنها إما خاصة فقالوا: قصة أصحاب القليب خاصة بتلك الحادثة، وكذلك أصحاب أحد الذين سلّم عليهم النبي ﷺ وخاطبهم من الصحابة الشهداء أن هذا خاص بهم.
وقالوا: إن الباقي يكون عن طريق تبليغ الملائكة، أي: السلام على بقية أموات المسلمين.
وقال بعضهم: إن إسماع السلام للموتى خاص بهذه الحالة فقط، أي أن الموتى لا يسمعون في قبورهم إلا ما ورد الشرع بفعله معهم، وأن ما حدث من النبي ﷺ خاص به، وما أمر به من السلام على الأموات عمومًا فهو خاص بحالة السلام وأنهم يردون السلام ويسمعونه ولا يسمعون باقي الأمور.
وكذلك استدل النافون بنفس قصة أصحاب القليب على وجه آخر، قالوا: إن القصة وهي أن النبي ﷺ خاطبهم فيها بما يدل على أنهم لا يسمعون إلا في حالة معينة وهي تلك الحالة التي حدثت للنبي ﷺ، قالوا: والدليل على ذلك أن الصحابة لما رأوا النبي ﷺ يخاطب أصحاب القليب أنكروا، قالوا: أويسمعون؟ والنبي ﷺ ما أنكر عليهم إنكارهم، بل أقرهم على أن الموتى لا يسمعون، وأخبرهم أن هؤلاء سمعوه ﷺ بصفة خاصة، وأن الحدث لا يحدث لغيره، فقالوا: القصة دليل على منع سماع الأموات لا على ثبوته.

6 / 12