119

Sharḥ ḥadīth Jābir fī ṣifat ḥijjat al-Nabī li-Ibn ʿUthaymīn

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Publisher

دار المحدث للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

عنه أنه قدم مزدلفة عشاءً أو قريبًا من العشاء فأذن وصلى المغرب، ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أذن فصلى العشاء (١) وهذا يدل على أنه ﵁ لما وصل في هذا الوقت رأى ألا يجمع وأن يصلي المغرب ويتعشى ثم يصلي العشاء وحدها، والدليل على أنه صلى العشاء وحدها أنه أذن لها، ولو كانت مجموعة إلى الأولى لم يؤذن. وبناء على هذا الذي ورد عن ابن مسعود ﵁ نقول: من وصل مبكرًا فليصل المغرب ثم لينتظر حتى يأتي العشاء فيؤذن ويصلي العشاء؟
فإن قال الحاج: الأيسر لي والأسهل عليّ أن أصلي المغرب من حين أن أصل وأصلي معها العشاء وأستريح فهل تبيحون لي ذلك؟
فالجواب: نعم نبيح له ذلك لأنه مسافر، والصحيح أن المسافر له الجمع، وإن كان نازلًا فنقول: لك أن تجمع الآن إذا كان أيسر لك كما هو الغالب، لأن بعض الناس يكون محتاجًا إلى البول، فيحب أن يصلي المغرب والعشاء ويستريح فإذا كان هذا أريح له أو أريح لأصحابه أيضا حتى لو فرضنا أنه هو بنفسه يحب أن يصلي المغرب وحدها، والعشاء وحدها في الوقت، ولكن رأى أن أصحابه أيسر لهم فلا حرج

(١) أخرجه البخاري في كتاب الحج / باب من أذن وأقام لكل واحدة من الصلاتين (١٦٧٥) .

1 / 123