أنحاء الأرض، ولما لم تُجْدِهم المقاومة العسكرية لهذا المد الإسلامى شيئًا رام هؤلاء الأعداء: المكر والكيد لهذا الدين وأهله، فأخذوا يثيرون الفتن والشكوك والشبهات بين المسلمين وخاصة حديثي العهد بالكفر، وكانت بداية تلك الفتن بكسر ذلك الباب الذي أخبر عنه حذيفة ﵁ فيما رواه عنه الإمام مسلم في صحيحه عندما سأله أمير المؤمنين عمر ﵁ عن الفتنة التي أخبر عنها المصطفى ﷺ أنها تموج كموج البحر، فقال له حذيفة: "مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابًا مغلقًا، فقال عمر: وهل يفتح الباب أم يكسر؟ قال: بل يكسر، قال: فإنه حري ألا يغلق مرة أخرى".وأخبر حذيفة في الحديث أن عمر كان يعلم أنه هو الباب كما يعلم أن دون غدٍ الليلة. ١
وكان كسر ذلك الباب بقتل عمر - رضى الله عنه وأرضاه – وذلك بمؤامرة مجوسية صليبية، وبذلك انفتح باب الفتن التي كان عمر - رضى الله تعالى عنه - بابًا موصدًا في وجوه أصحابها، والمتتبِّع لسيرة عمر يجد ذلك واضحًا جليًا حيث كان عمر ﵁ متيقظًا فما تكاد تبزغ فتنةٌ أو بدعةٌ هنا أو هناك إلا ويقضي عليها في مهدها، وما قصة صَبيغ بن عِسل ٢، وصاحب دانيال ٣ الذي كان
١ صحيح مسلم – كتاب الفتن واشراط الساعة – باب في الفتنة التي تموج كموج البحر ٤ / ٢٣١٨ ح ٢٦. وهو أيضا في كتاب الفتن في صحيح البخاري.
٢ صبيغ – بوزن عظيم – آخره معجمة، بن عسل – بمهملتين الأولى مكسورة – انظر قصته مع عمر في تفسير ابن كثير في تفسير سورة الذاريات ٧ / ٣٩ والإصابة لابن حجر ٥ / ٣٨.وانظر سنن الدارمي ١/٥١/ح١٤٦.
٣ انظر: قصته مع عمر في تقييد العلم للخطيب ص: ٥١.