Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية
Publisher
دار التدمرية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٣٢ هـ
Genres
وهم مَصْدُوقون، فالله تعالى يصدقهم، ويقيم الأدلة، والخوارق الدالة على صدقهم، وشهد بصدقهم في كلامه: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [(١ - ٣) سورة يس] ﴿إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [(٧٩) سورة النمل].
وهم مُصَدّقُون عند الموفقين؛ بل إن أعداء الله الكفرة هم مُصَدِّقون للرسل في الباطن كما قال ﷾: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ﴾ [(٣٣) سورة الأنعام]، وكما قال عن فرعون وقومه: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ [(١٤) سورة النمل]، فلا يكذب الرسل ظاهرا، وباطنا إلا من لا عقل له.
أما العقلاء فإنهم - وإن جحدوا ظاهرا عنادا، وحسدا، وكبرا، وما إلى ذلك - مُصدِّقون لهم في الباطن، وإن كان هذا التصديق لا ينفعهم، فمن صدَّق الرسل في الباطن، وأظهر تكذيبهم؛ فهو الكفور، ولا ينفعه تصديقه في الباطن.
أما معنى "مَصْدُوقُون": المصدوق هو: المخبَر بالصدق، والصادق: هو المخبِر بالصدق.
فالرسل صادقون لأنهم قد أَخبروا بالصدق، وهم مَصْدُوقُون لأنهم مخبَرون بالحق، فهم يتلقون علومهم، وما يبلغونه عن الله بواسطة وحيه، ورسوله من الملائكة ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ [(١٩ - ٢٠) سورة التكوير].
إذا فما قالته الرسل في الله هو الحق نفيا وإثباتا، ولصدق الرسل، وأن ما قالوه في رب العالمين هو الحق، قال ﷾: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [(١٨٠ - ١٨٢) سورة الصافات].
فسبح نفسه سبحانه وتعالى عما يصفه به الجاهلون، والمفترون والمشركون، الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.
1 / 38