25

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٣٢ هـ

Genres

وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [(٢٢) سورة البقرة]، والسمي، والكفو، والند؛ ألفاظ متقاربة، كلها تفسر: بالمثيل والنظير، فهو ﷾ لا مثيل، ولا نظير له من خلقه، ولا سمي، ولا كفو، ولا ند، ولا يقاس بخلقه ﷾. وهو " أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه " هو أعلم بنفسه كما قال المسيح ﵇: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾ [(١١٦) سورة المائدة]، فهو أعلم بنفسه. فالعباد لا سبيل لهم إلى معرفة أسمائه وصفاته إلا ببيانه وتعريفه وتعليمه سبحانه، فهو أعلم بنفسه وبغيره؛ لأن علمه محيط بكل شيء، وهو تعالى أصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا﴾ [(٨٧) سورة النساء] ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا﴾ [(١٢٢) سورة النساء]. فإذا كان تعالى هو أعلم بنفسه، وهو أصدق الصادقين؛ فكيف يُكَذَّب ما أخبر به في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ؟ كيف لا يُثْبَت ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله ﷺ؟ فالمعطلة قد كذبوا بما أخبر الله به ورسوله ﷺ من أسمائه تعالى وصفاته، وكأنهم ادعوا لأنفسهم أنهم أعلم بالله من الله، وأعلم بالله من رسول الله ﷺ، وهذا من أبطل الباطل، وأسفه السفه، وأعظم الجهل، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا﴾ [(٨٧) سورة النساء] ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا﴾ [(١٢٢) سورة النساء].

1 / 35