Tawḍīḥ maqāṣid al-ʿaqīda al-Wāsiṭiyya
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية
Publisher
دار التدمرية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٣٢ هـ
Genres
أي: عدولا خيارا، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو، ولا جفاء، ولا تقصير، ولا تجاوز، اعتدال، واستقامة، والوسطية تحقق الاستقامة، والاستقامة هي: لزوم الصراط المستقيم، فلا انحراف هنا، ولا هناك.
كما أن الأمة المحمدية التي تحقق لها الإيمان بالله ورسوله، ولم تأت بما تخرج به عن الإسلام وسط في الأمم، وإن كان لبعضهم ذنوب وأخطاء، وعند بعضهم بدع.
لكن ما دام أنه قد تحقق لهم الإيمان ظاهرا وباطنا، ولم يأت أحد منهم بما يخرج به عن الإسلام، فإنه من الأمة المحمدية التي يثبت لها هذا الوصف بحسبها، فكل من كان أتم استقامة كان حظه من الوسطية بحسب ذلك.
المقصود أن الشيخ يقول: إن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- وسط في فِرق الأمة، كما أن الأمة وسط في الأمم، ثم يفصل ذلك في مسائل يقول:
فهم وسط في باب صفات الله بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل المشبهة، أهل التعطيل ينفون صفات الرب، ويعطلون الرب عن صفات كماله، ويعطلون النصوص عما دلت عليه من الحق، وشرهم الجهمية إذ ينفون الأسماء والصفات، ويدخل فيهم المعتزلة، فإن لفظ الجهمية إذا أطلق يتناول المعتزلة.
ويقابلهم أهل التمثيل، الذين يمثلون صفات الرب بصفات الخلق، يقول أحدهم: له يد كيدي - تعالى الله ـ، وسمع كسمعي، وبصر كبصري، وهكذا، فهؤلاء أهل التمثيل.
وكل من المذهبين ضلال وكفر، كما قال الإمام نعيم بن حماد (١) ﵀:
(١) [نعيم بن حماد الخزاعي الإمام العلامة صاحب التصانيف كان صلبا في السنة شديدا على الجهمية، روى عن ابن المبارك والفضيل وابن عيينة، وغيرهم. وروى عنه يحيى بن معين، والبخاري وأبو داود وغيرهم. قال الخطيب: إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم. توفي عام ٢٢٩ هـ سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٩٥].
1 / 148