19

Cishrun Qissa Min Rawaic Shakespear

عشرون قصة من روائع شكسبير

Genres

رد فيرديناند قائلا: «كلا!» واستل سيفه. لكن سحره بروسبرو على الفور بحيث وقف هناك وكأنه تمثال أصم من الحجر، وفزعت ميراندا من ذلك وأخذت تتوسل إلى أبيها أن يرحم حبيبها. لكنه رفض بقسوة، وجعل فيرديناند يتبعه إلى كوخه. وهناك، فرض عليه عملا شاقا؛ إذ جعله ينقل الآلاف من الحطب ويكومها فوق بعضها؛ وقد أطاعه فيرديناند بصبر معتقدا أن التعاطف الذي تبديه ميراندا الجميلة تجاهه ينسيه كل تعبه.

كانت من إشفاقها الشديد عليه ستساعده في عمله الشاق، ولكنه ما كان ليسمح لها بهذا أبدا، ولم يستطع هو إخفاء حبه عنها، وعندما سمعته وهو يعترف لها به، فرحت بشدة ووعدته بأن تصبح زوجته.

ثم أطلق بروسبرو سراحه وجعله يترك خدمته، وأعطى موافقته على زواجهما وهو سعيد من الداخل.

قال له: «خذها، فقد أصبحت الآن ملكك.»

في تلك الأثناء، كان أنطونيو وسيباستيان في جزء آخر من الجزيرة يتآمران لقتل ألونسو، ملك نابولي؛ لأن سيباستيان، بعد موت فيرديناند، حسبما كانا يظنان، كان سيرتقي عرش نابولي بعد موت ألونسو. وكانا سينفذان مخططهما الشرير بينما كان المتآمر عليه نائما، لولا أن أريال أيقظه في الوقت المناسب.

مارس أريال العديد من الخدع السحرية عليهم. فذات مرة، أعد مأدبة أمامهم، وقبل أن يمدوا أيديهم ليأكلوا منها، ظهر لهم وسط برق ورعد في شكل هاربي، وهو مخلوق خرافي نصف طائر ونصف امرأة، وفجأة اختفت المأدبة. ثم وبخهم على الخطايا التي ارتكبوها واختفى أيضا.

جعلهم بروسبرو بقدراته السحرية يذهبون إلى الأجمة الموجودة خارج كوخه وانتظروا هناك، خائفين ومرتعدين، وفي النهاية أعلنوا بمرارة عن ندمهم على الخطايا التي ارتكبوها.

قرر بروسبرو أن يستغل قدراته السحرية لآخر مرة، وقال: «بعد ذلك، أنا على أتم استعداد لكسر عصا سحري ودفن كتبي في أعماق الوادي السحيق حيث لا يتمكن أحد من الوصول إليها.»

جعل موسيقى آسرة تسري في الهواء، وظهر لهم في شكله الملائم له باعتباره دوق ميلانو. ولأنهم ندموا على ما فعلوه من خطايا، صفح عنهم وأخبرهم بما حدث له منذ أن تركوه بقسوة هو وطفلته تحت رحمة الرياح والأمواج. تحسر ألونسو، الذي بدا أنه الأكثر ندما على ارتكاب جرائمه السابقة، على فقد وريثه. لكن بروسبرو أزال ستارا، كاشفا عن فيرديناند وميراندا وهما يلعبان الشطرنج. سعد ألونسو بشدة للقاء ابنه الحبيب مرة أخرى، وعندما علم أن الفتاة الجميلة التي كان يلعب معها ابنه هي ابنة بروسبرو وأن ابنه والفتاة قد أرادا الزواج بعضهما من بعض، قال: «هاتا يديكما يا عزيزي. ولتعصر التعاسة والآلام قلب من لا يريد لكما السعادة.»

وهكذا، انتهى كل شيء على نحو سعيد. كانت السفينة ترسو بأمان في الميناء، وفي اليوم التالي، أبحروا جميعا إلى نابولي حيث كان من المنتظر أن يتزوج فيرديناند وميراندا. وقد جعل أريال البحار هادئة وأعطاها عواصف ميمونة، وقد كان هناك العديد من المسرات في حفل الزفاف.

Unknown page