11

Cishrun Qissa Min Rawaic Shakespear

عشرون قصة من روائع شكسبير

Genres

وانسحبت هي وأتباعها في ضوء القمر.

قال أوبرون: «لا يهم! افعلي ما تشائين، ولكنك لن تغادري هذه الغابة حتى أنتقم منك لهذه الإهانة!»

استدعى أوبرون جنيه المفضل باك. كان باك جنيا شريرا؛ إذ اعتاد أن ينزع القشدة عن لبن فتيات القرية، ويدير الرحى فيضيع مجهود ربة المنزل في خض اللبن، ويمنع الجعة من التخمر، ويضل السائرين في الليالي المظلمة ثم يضحك من تعبهم، ويسحب المقاعد من تحت الناس بينما هم على وشك الجلوس عليها، فيقعوا على الأرض، ويسكب الجعة الساخنة على أذقان الناس بينما هم على وشك شربها.

قال أوبرون لهذا الجني الصغير: «والآن، أحضر لي الزهرة التي تسمى البانسي البري. إذا أنزلنا قطرة من رحيق تلك الزهرة الأرجوانية الصغيرة على عيني شخص نائم وقع في حب أول من ينظر إليه حينما يصحو. سأضع بعضا من رحيق تلك الزهرة على عيني تيتانيا؛ فإذا ما استيقظت، وقعت في حب أول من تراه، ولو كان أسدا أو دبا أو ذئبا أو ثورا أو قردا متطفلا أو نسناسا كثير الحركة.»

وعندما ذهب باك، مر ديمتريوس عبر تلك الأرض الفضاء من الغابة وتبعته هيلينا المسكينة التي أخذت تخبره كيف تحبه بشدة، وتذكره بكل وعوده لها، لكنه أخذ يقول لها إنه لا يحبها ولا يستطيع أن يفعل ذلك، وإن وعوده لا تعني شيئا. حزن أوبرون لحال هيلينا المسكينة، وعندما عاد باك بالزهرة، أمره أن يتبع ديمتريوس ويضع بعضا من رحيقها في عينيه، حتى إذا استيقظ ونظر إلى هيلينا أحبها، بقدر ما تحبه هي. لذا، انطلق باك، وبينما أخذ يتجول في أنحاء الغابة، وجد ليساندر وليس ديمتريوس ووضع على عينيه الرحيق، وعندما استيقظ ليساندر، لم ير حبيبته هيرميا وإنما رأى هيلينا، التي كانت تتجول عبر الغابة تبحث عن ديمتريوس القاسي، وبمجرد أن رآها أحبها وترك محبوبته، تحت تأثير سحر الزهرة الأرجوانية.

هيلينا في الغابة.

عندما استيقظت هيرميا وجدت أن ليساندر قد ذهب وأخذت تتنقل عبر أنحاء الغابة في محاولة منها لإيجاده. عاد باك وأخبر أوبرون بما فعله، وسرعان ما اكتشف أنه قد أخطأ، وانطلق باحثا عن ديمتريوس، وعندما وجده، وضع بعضا من الرحيق في عينيه، وأول شيء رآه ديمتريوس عندما استيقظ كان أيضا هيلينا. لذا، كان كل من ديمتريوس وليساندر يتبعان هيلينا في الغابة، وجاء الدور الآن على هيرميا أن تتبع حبيبها كما فعلت هيلينا من قبل. أدى ذلك إلى أن هيلينا وهيرميا بدأتا تتشاجران، وأخذ ديمتريوس وليساندر يقتتلان. حزن أوبرون بشدة عندما وجد أن خطته النبيلة لمساعدة هؤلاء المحبين لم تسر على النحو المطلوب، لذا قال لباك: «سيقتتل هذان الشابان. زد من ظلام الليل بضباب شديد واجعلهما يضلان الطريق بحيث لا يجد أحدهما الآخر أبدا. وعندما يصيبهما التعب، سينامان. حينها، ضع هذا الرحيق الآخر على عيني ليساندر. إنه سيعيد له بصره إلى سابق عهده وكذلك حبه القديم. ثم سيعود كل منهما إلى المرأة التي أحبها وسيظن الجميع أن هذا حلم ليلة منتصف صيف. وعندما يتم هذا، سيكون كل شيء على ما يرام بالنسبة إليهم.»

لذا، ذهب باك وفعل ما أمر به، وعندما نام العاشقان دون أن يتقابلا، وضع باك الرحيق على عيني ليساندر وقال:

أما عند الصحوة،

فلتفرح حق الفرحة،

Unknown page