224

Al-ʿiqd al-thamīn fī tārīkh al-balad al-amīn

العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين

Editor

محمد عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

Genres

الباب العاشر
فى ثواب دخول الكعبة المعظمة، وفيما جاء من الأخبار الموهمة لعدم استحباب ذلك، وفيما يطلب فيها من الأمور التى صنعها فيها النبى ﷺ، وذكر الصلاة فيها وآداب دخولها (١).
وأما ثواب دخولها: فروينا فيه من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «من دخل البيت وصلى فيه، دخل فى حسنة وخرج من سيئة مغفور له». أخرجه الطبرانى.
وروى الفاكهى من حديث ابن عمر رضى الله عنهما: «من دخله - يعنى البيت - فصلى فيه، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
وقد اتفق الأئمة على استحباب دخولها. واستحسن مالك كثرة دخولها.
وأما ما ورد موهما بخلاف ذلك: فحديث عائشة رضى الله عنها قالت: «خرج النبى ﷺ من عندى، وهو قرير العين، طيب النفس، فرجع إلىّ وهو حزين، فقلت له. فقال: إنى دخلت الكعبة، وودت أنى لم أكن فعلت. إنى أخاف أن أكون أتعبت أمتى من بعدى». أخرجه الترمذى، والحاكم فى مستدركه من حديث إسماعيل بن عبد الله بن عبد الملك بن أبى الصغير المكى، عن ابن أبى مليكة عن عائشة رضى الله عنها.
وإسماعيل: وهاه ابن مهدى، وذلك يقتضى توهين حديثه. والله أعلم.
وقال المحب الطبرى - بعد إخراجه لهذا الحديث ـ: وقد استدل بهذا الحديث من كره دخول البيت، ولا دلالة فيه، بل نقول: دخوله ﷺ دليل على الاستحباب، وتمنيه عدم الدخول: قد علله بالمشقة على أمته، وذلك لا يرفع حكم الاستحباب. انتهى.
وأما ما يطلب فى الكعبة من الأمور التى صنعها النبى ﷺ: فحمد الله، والثناء عليه، والدعاء والذكر. وغير ذلك مما ذكرناه فى أصله.
وأما حكم الصلاة فى الكعبة: فإن النافلة فيها مستحبة عند المالكية، وجمهور

(١) انظر: (شفاء الغرام ١/ ١٥٨ - ١٦٥).

1 / 232