Ciqd Mufassal
العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل
نسمات الصبا خجلن إذا ما ... مرّ يومًا وللصبا نسمات
حسدت ضوء وجهه الشمس لكن ... سرقت لحظ ناظر به المهاة
فالمغاني بوجهه مزهرات ... والغواني بلحظه مولعات
قد هدى وجهة المشوق إليه ... وسعيد من فيه تهدى الهداة
المعيُّ فات ابن سينا بفضل ... لسنا نوره لنا لمعات
وشحته إذ كان للمجد أهلا ... للمعالي من آل فهر سرات
فسما ذروة السماكين لمّا ... حسنت منه للأنام الصفات
بمحياه للطلاقة معنىً ... وبكفّيه للنوال سمات
لم أقس فيك بالفصاحة قسًا ... ذاك ملح وأنت عذب فرات
لك حوزالرهان في كلّ مجرى ... إن أعدّت بين الملا الحلبات
فلو اسطعت أن تريث قليلا ... لسعت ولهًا لك القصبات
فأجابه السيّد المذكور السيّد محمّد سعيد عنها بقصيدة يمدحه بها وهي هذه:
دموعي وهي حمرٌ مرسلات ... وشت بي عند أهلك لا الوشات
أتنكر يا أخا القمرين لتمي ... وفي خدّيك من شفتي سمات
فسل عطفيك كم طعنا فؤادي ... إذا علمت بموقعها القناة
أتحكي السمر قدك باعتدال ... وما ثقفت وهي مثقّفات
وسل كبدي ففي كبدي سهام ... بأهداب الجفون مربّشات
فلو نزعت لحاظك عن قسيّ ... لما حملت سواهنّ الرماة
لقد وقعت على كبدي كأنّي ... لأحداق المها عندي ترات
فصلني إن وصلت أخا غرام ... فشملي كاد يصدعه الشتات
وإن نظر الزمان إليَّ شزرًا ... وكادت أن تقاطعني الحياة
فقد أحيى بوصلك لي وتحيى ... بجود محمّد الحسن العفاة
فعنع في مدائحه حديثًا ... فذاك أصحُّ ما نقل الرواة
قد اختلفت طباع النّاس نوعًا ... كما اختلفت بالسنها اللغات
فكان أجلّها شأنًا همام ... تغنّت في مدائحه الحداة
فتى قد أعوزت كفّاه شبهًا ... وإن زعمته دجلة والفرات
هما قد شرّقا سيرًا فخصّا ... مسيلًا لم تسل منه الفلاة
وقد عمّت يداه الكون جودًا ... قد امتلأت به الستّ الجهات
طما نهر المجرّة من نداه ... فأنجمه أقاح نابتات
كتب جناب الحاج محمّد حسن حرسه الله بيتين إلى حضرة نقيب الأشراف السيّد سلمان أفندي يهنّيه بالعيد عيد النحر وبرتبة "مكة؟ايه سي" التي حصلت له من نفحات حامي حوزة الملّة الإسلاميّة حضرة "السلطان عبد الحميد خان" دام عزّه وأرسلهما بالتلغراف إلى بغداد من كربلا لأنّه كان فيها والبيتان قوله:
أقامك ربّ مكّة مستجارًا ... بسعيك إذا بلغت مقام قربه
فعيد النحر فيك وأنت ركن ... حقيق أن يهنّي بيت ربّه
وكتب أيضًا إليه هذين البيتين على لسان أخيه الأفخم جناب الحاج مصطفى يهنّيه بذلك:
بمجدك الدهر لا بالعيد مبتهج ... وفي محيّاك يزهو لا محيّاه
فالله حيّاك بالعيد السعيد كما ... بنور طالعك الميمون حيّاه
وقال أيضًا حرسه الله تعالى مشطرًا ومخمّسًا هذين البيتين وقد التمسه على ذلك الحاج أحمد ال؟ا؟هـ؟ي والبيتين هما:
عكس المدام بخدّه فتورّدا ... ودنا يعاطيها يحاكي الفرقدا
وبدا يجول بحليته مشهرًا ... سيف اللوا حظليته لن يغمدا
فقال مشطّرًا ومخمّسًا:
أفدي رشًا غصّ الشبيبة أغيدا ... بوضيء وجنة خدّه الساري اهتدى
مذ كان في كلّ المحاسن مفردا ... عكس المدام بخدّة فتورّا
وبخدّه نور الجمال تجسّدارشأ بغير حشاي ليس بقاطن ... وهواي عن مغناه لى بظاعن
ناديته صل ذاجوىً بك كامن ... فدنا بشمس الراح بدر محاسن
ودنا يعاطيها يحاكي الفرقدانادمته رشأ تلفّت أحورا ... ولثمته قمرا تكامل مسفرا
فغدا يهزُّ من المهفهف أسمرا ... وبدا يجول بحلّتيه مشهّرا
من مقلتيه على العباد مهنّدارقّت معاطفه كرقّة خدّه ... وزهت خلائقه كرهوة ورده
قد سلّ مرهف لحظه من عمده ... فبمهجتي وأنا الصريع بحدّه
1 / 205