في عشاء فهو للعقل خبل
لم تمنعنا أبيات الأنبوطي من التهام الطعام بالملاعق الخشبية، ثم اغتسلنا وأخرج الشيخ أوراقه وبدأ يكتب. رويت له واقعة الدورية الفرنساوية وتعليق عبد الظاهر عليها، لكني احتفظت بالحديث الذي دار بيني وبينه لنفسي. وتناولت ورقة فارغة ووضعتها على فخذي، وغمست ريشة في المحبرة، سجلت ذلك الحديث، ثم وصفت احتفال وفاء النيل.
تطلع إلي فجأة عابسا: ماذا تفعل؟
قلت: أدون تفاصيل الاحتفال. - لأي غرض؟ لقد دونتها. - فكرت أن أقلدك.
بدا عليه الضيق ولزم الصمت. واصلت الكتابة حتى انتهيت، ثم أعدت المحبرة والريشة مكانهما، وحملت الورقة وأنا أحركها في الهواء ليجف الحبر، وانسحبت إلى حجرتي.
استلقيت على فرشتي وأنا أفكر في رد فعله. تقلبت واشتقت إلى الجارية السوداء لكني لم أجرؤ على الذهاب إليها في وجود أستاذي.
الخميس 23 أغسطس
أقضي هذه الأيام في حجرتي بين الفرشة وكرسي الراحة، فقد أصابني الزحار كعادتي مع كل فيضان. وتناولت كميات كبيرة من مغلي جذور الإشار الهندية والصمغ العربي والرمان.
السبت أول سبتمبر
عاد الجبرتي من اجتماع الديوان ساخطا، قال إنه طلب مع الآخرين من أصحاب التزامات الأراضي الإذن في التصرف في حصصهم؛ فاشترط الفرنساوية دفع الحلوان.
Unknown page