193

Cilm Wasim

العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

Genres

Responses

ولنا عليهم معارضة وذلك أن نقول: إن كان مقصدكم أن النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه لم يدونوا هذا العلم بالأبواب والفصول والقضايا والنتائج والإلزامات فكذلك علم العربية والفقه والحديث والجرح والتعديل وأصول الفقه، فلا يجوز الخوض فيها، وهنالك انسد الباب وقام كل جاهل فقال ما أراد، ولعمري إن ذلك مقتضى أقوالكم، ومبلغ أنظاركم، أو إن قواعد الكلام خالية عن الأدلة النقلية، فهذه الكتب على ظهر البسيطة منادية على مدعي ذلك بالتكذيب، وهذا الفرس وهذا الميدان لكنكم جهلتموه والإنسان عدو ما جهل.

الجدال

[ابن الوزير] قال رحمه الله : فإن قيل: أليس قد أمر الله رسوله صلى الله عليه وآله بالجدال في قوله تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}[النحل:125] فالجواب من وجهين:

أحدهما: أن الله تعالى قيد ذلك بالتي هي أحسن ولم يأمره بمطلق الجدال، والنزاع إنما هو في كيفية ذلك وتفسير التي هي أحسن وحجة المحدثين فيه واضحة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد امتثل ما أمر به من الجدال في هذه الآية ومع ذلك فلم ينقل عنه أنه جادل بأساليب المتكلمين والجدليين، فثبت أن التي هي أحسن ليست سبيل المتكلمين وهذا واضح. ثم سرد محاججة النبي صلى الله عليه وآله للمشركين وما تلا عليهم من القرآن.

[المؤلف] وقد تقدم الجواب عن هذا على أنه غفل رحمه الله عن مقام الجدل، فإن النبي صلى الله عليه وآله لو جادلهم بغير ذلك فهموا غير لسانهم ولما لزمتهم الحجة بغير لغتهم قال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}[إبراهيم:4] إنصافا، فلذا جرى الرسول صلى الله عليه وآله في مناظرتهم مجراهم.

Page 219