Cilm Wasim
العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم
Genres
وأما قوله: إن العدلية كفروا المسلمين مع ما قدمت أنه لا تكفير ولا تفسيق إلا بدليل قطعي فقد كفرتم من قال: القرآن مخلوق، بلا دليل ولا حجة منيرة ولا صراط مستقيم، ثم أنكرتم الضرورة بأن اللفظ بالقرآن مخلوق مع تسليمكم أن الشفتين واللهات والصوت مخلوقة، وكفرتم من لم ينكر الضرورة معكم بلا هدى ولا كتاب منير، وكفرتم من قال: إن الله بكل مكان محتجا على ذلك بالقرآن الكريم والعقل السليم كما قال تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}[الزخرف:84] {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم...}[المجادلة:7] {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم}[المائدة:12] وهم في الدنيا، وقوله: {الله نور السماوات والأرض}[النور:35] وقول أمير المؤمنين عليه السلام : كان الله ولا مكان فهو كما كان. ا ه.
فما لهم وتقحم سدد الإلهيات وما لهم جزؤوه وحيزوه في جهة من الجهات ولو أنهم آمنوا وتركوا التعيين والحلول لكان ذلك أقرب إلى الصواب.
وأما قوله: إنهم لا يأخذون في دينهم إلا بالعلم. فقد أوردنا أدلتهم ليقف عليها فليس فيها ما يثمر العلم بل ولا الظن، أما آية الاستواء فهي محتملة والمحتمل لا يؤخذ به في المظنونات فضلا عن العلميات وسائر أدلتهم من هذا المنوال، وكذلك الأخبار فإنها أحادية وقابلة للتأويل.
فأما قولهم: لا ملجئ للتأويل من السمع.
Page 184