Cilm Adab Nafs
علم أدب النفس: أوليات الفلسفة الأدبية
Genres
وفيما يلي نبحث في سنة الارتقاء الأدبي، وكيفية تطور الحياة الأدبية وتقدمها: (1-2) عناصر الحياة الأدبية
تتألف الحياة الأدبية من أربعة عناصر رئيسية: (1)
مبدأ أدبي يسلم به المجتمع كمثل أعلى يمثله شكل من أشكال الحياة العملية، كنموذج يقتبسه الفرد ولو من غير انتباه أو من غير شعور باقتباسه. (2)
أنظمة اجتماعية تتحدد بها أفعال الفرد. (3)
أساليب السلوك حسبما ألفها الفرد واقتبسها بانتباه لاقتباسها أو بغير انتباه، فكانت عادة. (4)
الروحانية الأدبية؛ وهي تشبع النفس بالمبدأ الأدبي الأعلى.
وهذا العنصر الأخير ثابت لا يقبل التغير؛ فإما أن يكون الفرد متشبعا به أو غير متشبع. وأما العناصر الثلاثة الأخرى فقابلة التغير والتجدد؛ فأي عنصر منها إذا تجدد أحدث تنافرا بينه وبين العنصرين الآخرين. (1-3) تنافر عناصر الحياة الأدبية
لكي تتوافق العناصر الثلاثة ويعود التوافق والتوازن فيما بينها، لا بد أن يحدث تطور فيها جميعا؛ لذلك ترى دائما تنافرا بين هذه العناصر لتجدد متوال فيها حينا بعد آخر.
مثال ذلك: أن من المثل العليا أو المبادئ الأدبية التي يتوخاها الإنسان المتمدن المساواة، ومن الأنظمة الاجتماعية ما يؤيد هذه المساواة؛ كالنظام القضائي الذي يجعل جميع الأفراد متساوين أمام القانون، ومنها ما ينافي هذه المساواة؛ كنظام الاقتصاد الذي يؤذن أن يتفاوت الناس في تقاسم حاصلات الأعمال، بعكس النسبة بين تفاوت الناس في الجهاد في العمل. زد على ذلك أن أفعال الناس مخالفة لهذا المثل الأعلى الذي ينشدونه، فيندر أن تجد من يسلك سلوكا يدل على أنه يعامل الناس كمساوين له في الحقوق والواجبات.
إليك مثلا آخر أوضح: السلام رغيبة كل فرد؛ لأنه الضامن الوحيد لاستثمار الفرد ثمرة عمله، والقوانين والأنظمة التي تؤيد السلام تشتمل على قوانين وأنظمة حربية أيضا، كأن الحرب أمنية منشودة أيضا، وبعض أعمال الناس محصورة في الاستعدادات الحربية، ولا ريب أن معظمهم ممن ينشدون السلام ويرغبون فيه.
Unknown page