ومرة أخرى هدأ أبو زيد من انفعالاتها على صديقة صباها مودعا موكبها بنفسه، معاودا تفاؤله الدائم الذي لم يكن ليغيب عنه في أحلك المواقف وهو يمازحها مذكرا بعرسها وزفافها على الأمير الحاكم يونس، هنا غمغمت عزيزة مغالبة دموعها: أي عرس هذا؟
حتى إذا ما حان أوان رحيل السلطان حسن وأبي زيد إلى حيث مقر دياب بقرطاج، ساروا حتى دخلوا إلى تونس الغرب، فلما نظرهما دياب - أي السلطان حسن وأبي زيد - نزل فلاقاهما بالترحيب والإكرام، وأدخلهما إلى القصر وذبح الذبائح، فأقاما بضيافته ثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع قال لهما دياب: شرفتموني بنزولكما منازلكم، وكان من الواجب أن أرحل أنا إليكما لأقدم الواجب علي.
وعلى الفور قاطعه السلطان وأبو زيد طارحين مهمتهما بالمجيء إليه، وهي الرجاء بفك أسر سعدى لأنها زوجة مرعي الجريح، وأنشده السلطان حسن قائلا:
مقالات حسن الهلالي أبو علي
ولي قلب من جور الزمان كواه
يا دياب الخيل اسمع مقالتي
وأصغ لقولي وافهم المعناه
سعدى أصبحت عندك وديعة بينما
يروق منا البال نقيم هناه
سعدى مرادي آخذها لضعونا
Unknown page