إني أقصد أن أقول: إن النص المسرحي يبدو كالنظرية على الورق، ولكن الكاتب المسرحي الحقيقي هو الذي يكتب بتصور أنه هو الذي سيخرج المسرحية، وهكذا ينبض النص بالحياة على المسرح.
قلت: بمناسبة «النبض بالحياة» لاحظ يا أستاذ دورنمات أن العلاقة بين الرجل والمرأة في مسرحك لا تحتل أهمية كبيرة في مؤلفاتك رغم ما ذكرته لي آنفا من أن الرجل والمرأة هما أساس النظام البشري.
قال: ذلك لأن الموضوعات (التيمات) التي أتعامل معها لا تحتل فيها قضية العلاقة بين الرجل والمرأة مكانا هاما، ولكن هناك أعمالا لي تحتل فيها هذه العلاقة مكانا بارزا، ولكني (وكأنما بعد تفكير) معك أن العلاقة بين المرأة والرجل ليست في المحل الأول من اهتماماتي.
قلت: لماذا؟
قال: لأنها ليست موضوعي الرئيسي؛ أنا لا أعاني من مشكلة في علاقتي كرجل بالمرأة، لقد تزوجت لمدة 36 عاما، وماتت زوجتي الأولى، وتزوجت مرة أخرى.
قلت: سمعت عن قصة حبك العظيمة تلك.
قال: أي قصة حب؟ الأولى أو الثانية؟
ووقعت في حيرة فقد ذكر لي الكتاب السويسريون، سامحهم الله، أنه كان يكاد يعيد ويكتب من أجل زوجته الأولى، أما الثانية فلم يأت لها ذكر بالمرة إلا أنها أصغر منه عمرا كثيرا، وها هو الرجل يؤكد أن القصة الثانية احتلت مكانة قصة استغرقت ستة وثلاثين عاما في بحر عامين أو أقل.
قلت: تقول يا أستاذ دورنمات أنك لا تهتم بعلاقة المرأة بالرجل لأنك رجل سعيد في حبك وفي زواجك، أمعنى هذا ألا نكتب إلا عن المواضيع التي لا تسعدنا؟!
قال: وهل كتب كاتب عن علاقة حب سعيدة؟! إننا لا نكتب عن العلاقة بين الرجل والمرأة إلا إذا كانت مأساة، وأنا لا أخترع مآسي لا أحسها، وليست علاقة الرجل بالمرأة مشكلتي.
Unknown page