في اللذة والألم
* (وما يستوي الأعمى والبصير* ولا الظلمات ولا النور* ولا)
* الظل ولا الحرور) (1)
* أصل
اللذة : هي إدراك الملائم.
والألم : هو إدراك للمنافي.
وهما أيضا عند التحقيق يرجعان إلى الوجود والعدم ؛ لأن الملائم للشيء ما هو خير وكمال بالنسبة إليه ، والمنافي له ما هو شر ووبال بالقياس إليه ، ومآل الخير والشر كما دريت إلى الوجود والعدم ، ومآل الإدراك إلى الاتحاد بالمدرك ، وأما الأمور الوجودية المؤلمة فإنما إيلامها يرجع إلى الأعدام كما أشرنا إليه ، ولو كانت وجودات بحتة لما كانت مؤلمة ، وكذا لو كانت أعداما بحتة لما أمكن إدراكها أصلا ، مع أن الألم أيضا من جنس الإدراك ، ولكنه متعلق بالوجود المستلزم لعدم ما ، من حيث استلزامه له ، أو بوجود العدم ، كما دريت.
Page 104