شقه وخرقه إن أمكنه حتى اتصل بكله على وجه يكون حيزه حيز كله ، فإذا اتصل بكله أو بقطعة أخرى من نوعه استهلكا بتعينهما وتشخصهما ، وحصل من المجموع أمر آخر له تعين منفرد ، وكان المطلب واقتضاء الحيز له من غير أن يكون لأجزائه طلب مستقل ، فإن أفراد الطبيعة الواحدة شديدة الالتئام ، بحيث يتصل بعضها ببعض ، ويصير المجموع أمرا واحدا ، ويفنى كل منهما ، ويستهلك.
* وصل
ولا يجوز أن تكون حركة الجزء إلى مكان الكل بالقسر ، إما بجذب مما يتحرك إليه ، أو بدفع مما يتحرك منه ، لا بالطبع ؛ وذلك لأن الكبير من أجزاء العناصر يتحرك إلى أمكنتها أسرع من الصغير ، كما يشهد به الوجود.
ولو كانت حركته بالقسر لكانت أبطأ ؛ لأن الأكبر يكون أشد ميلا ، وأقل مطاوعة للقاسر.
* وصل
وكما لا يكون لجزء البسيط مكان إلا بعد حصول الجزئية والقسمة لذلك البسيط ، بل موقع التجزئة في المتمكن هو موقع التجزئة في المكان ، فمكان الجزء ليس أمرا خارجا عن مكان الكل ، فلذلك لا يكون للمركب مكان إلا بعد حصول التركيب ، والتركيب أمر يعرض بعد الإبداع ، ولو بعدية بالطبع.
فلو كان للمركب مكان حالة الإبداع يلزم وجود الخلاء قبل التركيب ثمة ، ولو قبلية بالطبع ، ومن اقتضائه الحصول فيه ، يلزم وجود الخلاء بعد التركيب هاهنا.
Page 263