منه ، فهي نهاية ذلك الخط ، وقد فرض غير متناه ، هذا خلف.
وقد يبين هذا ببيانات أخر طوينا ذكرها ، ونشير إلى بعض الشبهات ، وحلها.
سؤال : إن إنسانا لو وقف على طرف العالم ، فهل يمكن له مد اليد إلى خارج العالم، أو لا يمكن؟ فعلى الأول يلزم الخلف ؛ لوجود البعد خارج جميع الأبعاد ، وكذا على الثاني ، لوجود جسم يمنع عن ذلك.
جواب : لا يمكنه ذلك ، لا لوجود مانع مقداري عنه ، بل لفقد الشرط ، وهو البعد، بل الشروط ، فإن الجسم الذي هناك ليس في طبعه حركة مكانية ، بل حاله هناك شبيه بأحوال ما في عالم المثال.
سؤال : إن العالم لو كان متناهيا ، فلو قدرنا أزيد مما هو عليه الآن بذراع ، كان حيزه أوسع من هذا الحيز ، ولو قدرنا أزيد بذراعين لكان أوسع من ذلك الأوسع ، وهكذا ، فخارج العالم أحياز وجودية هي مقادير ، أو ذوات مقادير.
جواب : هذا مجرد أمر وهمي ، لا حاصل له في الوجود ، فلا عبرة به.
سؤال : الجسمية حقيقة واحدة كلية غير مقتضية ؛ لانحصار نوعها في شخصها ، كما دل عليه الحس والبرهان جميعا.
وجزئيات كل كلي غير متناهية عند العقل بحسب القوة ، وليس بعضها أولى ، بالإمكان من بعض ؛ لأن الإمكان إذا كان من لوازم الماهية كان مشتركا بين أفرادها جميعا ، فإذن في الوجود إمكان أجسام غير متناهية ، فهي موجودة ؛ لأن الباري تعالى عام الفيض ، والاستحقاق ثابت ، فيجب الإيجاد.
جواب : الموانع قد تكون في خارج الماهية ؛ لعدم انحصار المانع فيما هو
Page 218