Cawd Ila Bad
عود على بدء
Genres
قالت: «يا للمصيبة. بعد سيدى تتزوج هذا ...»؟
فقبلتها، فما كان يسعنى غير ذلك. ولكنها كانت قبلة شكر واغتباط، لا قبلة ... كلا وأقسم! وقلت لها: «لم يخب ظنى. أنت أجمل فتاة، وأطيب فتاة، وأشرف فتاة، رأيتها فى حياتى الطويلة (فتبسمت راضية ومستغربة) والان يجب أن نقصى هذا المحتال عن البيت، فإن أمى صغيرة ساذجة (فكادت الابتسامة تصبح ضحكا) فما قولك؟ لقد أطلعتك على السر، ووافقتنى على أنه رهيب، فلا ينبغى أن تخذلينى ...».
فقعدت على كرسى وقالت وهى تحدق فى وجهى: «لا أدرى.. إني فى حيرة ... أنظر إليك فأراك صغيرا، وأسمع منك مثل كلام الكبار».
وهزت رأسها، وطأطأته، فدنوت منها وأرحت يدى على كتفها وقلت: «آه! هذا سر آخر أشعر أن فى وسعى أن أأتمنك عليه، ولكنى أخشى أن لا تفهمى، أو لا تصدقى، أو تظنى أنى جننت».
فرفعت رأسها وزوت ما بين عينيها النجلاوين وقالت: «سر؟ أى سر؟ لقد كثرت الأسرار اليوم؟»
فنازعتنى نفسى أن أبيحها إياه، وأن أقول بشجو، وأطرح عن صدرى هذا العبء الثقيل وأشركها فى أمرى، لعلها تستطيع، ولكنى أنا خليق أن أستريح بعد البث، ولكنى كنت أشفق أن تظن بى الخبل، أو تعد الأمر كله هذيان غلام يجمع به خياله الطائش، فقلت: أخطو بحذر.
وسألتها: «هل تصدقين أنى لا أعرف من أنت ولا ما اسمك لأنى ما رأيتك إلا اليوم»؟
وما كدت أقول ذلك حتى عضضت شفتى، فقد أدركت - بعد الأوان - أنى بدأت من حيث كان ينبغى أن أنتهى، فلا عجب إذا كانت قد وثبت إلى قدميها، وتناولت كتفى وهزتنى بعنف وسألت: «إيه؟ لا تعرفنى؟ لم ترنى من قبل؟ ماذا أصابك اليوم؟ إنك من أول النهار حالك حال لم أعهده منك، فماذا جرى لك؟ قل لى ...».
فنحيت يديها عنى، وتحسست رقبتي التى كادت تنخلع وقلت: «آلم أقل لك؟ كلا! لا يمكن أن تفهمى أو تصدقى، فلأقصر فإنه أرشد. وخلنا فى عمى وآمى..» وضحكت «لم يكن ينقصنى إلا آم وعم يسقطان على من السماء، ويتم بهما ...».
ولم أتمها فقد صاحت بى: «ماذا تقول؟».
Unknown page