Cawd Ila Bad
عود على بدء
Genres
لكن حمى هضمه صالب»
وتمنيت، وقد آتانى هذه المعدة الفتية، أن لو كان آتانى أيضا عقل حدث. وأحسبه نسى أن يغير لى نفسى كما غير لى جسمى، على أنى ما أظن إلا أنه لو كان فعل لما فطنت إلى أنى تغيرت.
وسمعت فتاتنا تقول: «هنيئا مريئا يا بابا».
قلت؟ «شكرا».
ووددت لو نسيت «بابا» وذكرت اسمى..
وخطر لى أن خادمتنا الحاجة لعلها صغرت مثلى!
الفصل الرابع
وخرجت فى الشباك العريض - أو الباب - بعد أن أعطيت ثيابا أخرى أرتديها - إلى شرفة رحيبة تصلح للعب وتتسع لفنون منه، وتطل على بستان زهر وثمر، تخترقه طرق ممهدة وبعضها مفروش بدقاق الحصى المصفر، وفى أرجائها المترامية ظلال من الحرور، وأكنان من القر، وبين الأفنان فواكه شتى، رأيت فمى يتحلب عليها فيتلمظ لسانى وشفتاى، وإن كنت ناهضا عن المائدة الساعة.
واشتهيت، وأنا واقف أجيل عينى فى هذه الحديقة، أن تكون بين أصابعى سيجارة وأمامى فنجان من القهوة، فأترشف وأدخن وأنعم، وأنى لى ذلك إلا بحيلة أحتالها؟
واتكأت على حافة الشرفة وذهبت أفكر فى أمرى، وتساءلت: «ترى ماذا صنع الله بإهابى الذى كنت فيه؟ بالجسم الذى كان لى»؟ وقلت فى جواب ذلك: إنى أحسبه ما زال مطروحا على سريره. وفزعت اذ خطر لى أنهم لعلهم وجدوه فى الصباح لا حياة فيه ولا حراك به - بعد أن خرجت منه ونضوته عنى - وما يدرينى أنهم حينئذ لا يعدونه ميتا فيدفن؟ إن هذه تكون إحدى المصائب الكبر، لأنه يقضى على أن أظل فى هذا الإهاب الصبيانى وينتسخ كل أمل فى إصلاح هذا الحال المقلوب.
Unknown page