25

Cawasim Wa Qawasim

العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم

Investigator

شعيب الأرنؤوط

Publisher

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

بيروت

بركاتُكُم على أحواله وأقواله، وصار في هذا الفن لا يُجارى، وكأنَّه لقنه هذا العلمَ شيخُ بخارى (١) مع إجادته في الفنين العظيمين: علمِ الكلام وعلمِ الأصول: فاعترضه بعضُ الأصحابِ الأكابر، وهي من ذوي الدفاتر والمحابر، فصنف كتابه الكبير في الرد على المعترض. ولما صنفه تراشقته الألسنُ، وتغامزت به الأعين، وتوغَّرت عليه الصدور، وقال الناسُ فيه مقالًا، وأغضب فيه رجال رجالًا، فتصفحتُ كتابَه الكبير، فلم أره أتى بما فيه ضرًا (٢) ... الله هجرًا، ولكنه سلك عندهم طريقًا وعرًا، وأظهر مِن خلافهم أمرًا إمرا، وجاء فيه مما لا يعتاد في جهتهم من الذبِّ عن علم الحديث وحملته ومن سلك مسلكه كان بين الناس غريبًا، ووجب أن يتخذ من الصبر مجنًا صليبًا ". انتهى. وقد أخذ الإمام الوزير عن الإمام نفيس الدين العلوي وأجازه بما لفظه: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله حمدًا يُوافي نعمه، ويُكافىء مزيده، لا نحصي ثناء عليه، والصلاة والسلامُ على رسوله سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وأصهاره وأنصاره كلما ذكرهم الذاكرون، وَغَفَلَ عن ذكرهم الغافلون. وبعد، فإنه شرفني الله تعالى، ورحل إلي، وقدِمَ على إلى بلدي مدينة تعز المحروس مستقر المملكة اليمنية الرسولية عَمَرَهَا الله بالعلم الشريف سَيِّدُنَا الإمام حقًا، والمجتهدُ صدقًا، الفائقُ على أقرانه من

(١) الإمام محمد بن إسماعيل البخارى ﵀. (٢) أكلت الأرَضة مكان الفراغ.

1 / 26