11

فقال: «ما حياة المرء بين زوجته، وأولاده سوى شقاء أسود مستتر وراء طلاء أبيض، ولكن إن كان لا بد من الزواج؛ فاقترن بصبية من بنات الجن».

قلت: مستغربا «ليس للجن حقيقة، فلماذا تخدعني؟!».

فقال: «ما أغباك فتى! ليس لغير الجن حقيقة، ومن لم يكن من الجن كان في عالم الريب والالتباس».

قلت: «وهل لصبايا الجن ظرف وجمال».

فقال: «لهن ظرف لا يزول، وجمال لا يذبل».

قلت: «أرني جنية؛ فأقنع».

فقال: «لو كان بإمكانك أن ترى الجنية، وتلمسها لما أشرت عليك بزواجها».

قلت: «وما النفع من زوجة لا ترى، ولا تمس؟».

فقال: «هو نفع بطيء ينتج عنه انقراض المخاليق، والأموات الذين يختلجون أمام العاصفة ولا يسيرون معها».

وحول وجهه عني دقيقة، ثم عاد وسألني قائلا «وما دينك؟».

Unknown page