============================================================
وقيل: إنها جوهر مخلوق، ولكنها ألطف المخلوقات وأصفى الجواهر، وأنورها، ويها تتراءى المغيبات، وبها يكون الكشف لأهل الحقائق.
وإذا حجبت الروح عن مراعاة السير أساءت الجوارح الأدب، ولذلك صارت الروح يسين تجل واستتار، وقابض ونازع، وقيل: الدنيا والآخرة عند الأرواح سواء.
وقيل: الأرواح أقسام: أرواح تجول فى البرزخ، وتبصر أحوال الدنيا والملائكة، وتسمع ما تتحدث به فى السماء عن أحوال الآدميين، وأرواح تحت العرش، وأرواح طيارة إلى الجنان، وإلى حيث شاءت على أقدارها من السعى إلى الله أيام الحياة.
وروى سعيد بن المسيب عن سلمان، قال: أرواح المؤمنين تذهب فى برزخ من الأرض حيث شاءت بين السماء والأرض، حتى يردها إلى جسدها.
وقيل: إذا ورد على الأرواح ميت من الأحياء التقوا، وتحدثوا، وتساءلوا، ووكل الله بها ملائكة، تعرض عليها أعمال الأحياء، حتى إذا عرض على الأموات ما يعساقب به الأحياء فى الدنيا من أجل الذنوب قالوا: نعتذر إلى الله ظاهرا عنه، قإنه لا أحد أحب اليه العذر من الله تعالى.
وقد ورد فى الخير عن النبى : (اتعرض الأعمال يوم الاثتين والخميس على الله، وتعرض على الأنبياء والآباء والأمهات يوم الجمعة، فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا فاتقوا الله تعالى ولا تؤذوا موتاكم"(1).
وفى خبر آخر: ""إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى، فان كان حسثا استبشروا، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا)).
وهذه الأخبار والأقوال تدل على أنها(2) أعيان فى الجسد، وليست بمعان وأعراض.
سئل الواسطى: لأى علة كان رسول الله أحلم الخلق؟
قال: لأنه: خلق روخه أولا، فوقع له صحبة التمكين والاستقرار، الا تراه يقول: (اكنت نبيا وآدم يين الروح والجسد)) أى: لم يكن روخا ولا جسدا.
وقال بعضهم: الروح خلق من نور العزة، وإبليس من نار العزة، ولهذا قال: (خلقتيى ين نار وخلقته ون طين(3) ولم يدر أن النور خير من النار، فقال بعضهم: قرن الله تعالى (1) رواه الترمذى ووثقه ابن حبان (2) اى الروح.
(3) سورة الأعراف الآية 12.
Page 244