وليال طويلة قضاها لا يعرف كيف ينام على فراش، وهو الذي تعود على حضنها الحي، وعلى وضعه الجنيني المريح داخلها.
ولكن الأيام تمضي، ويتعود الرقاد فوق فراش، ويقارب سن البلوغ، ويبلغ، ويلهيه العمل الشاق طوال النهار، والسهر الطويل مع الصحاب والشلة حتى نسيها، بل نسي الشارع كله، وقد انتقل بعمله وسكناه إلى شبرا.
وذات يوم أرسله الأسطى في مشوار لفم الخليج.
وفجأة وجد نفسه يقفز من الأوتوبيس عند نهاية قصر العيني، ويسرع إليها، ووقف مشدوها يرقبها.
كانت أوراقها الخضراء كلها قد جفت، وأعضاؤها الجديدة والقديمة تخشبت، وبابها النباتي اندثر.
كما لو كانت قد ماتت.
وأحس بغصة ما قبل البكاء.
وبكى
أمه.
الخروج
Unknown page