فبات في لهو وعيش خصيب
ولذة الأحمق مكشوفة
يسعى بها كل عدو مريب
هذا هو يحيى الذي يقول عنه المأمون: «لم يكن كيحيى بن خالد وكولده أحد في البلاغة والكفاية والجود والشجاعة»، وهذا هو يحيى الذي كان يجري على سفيان الثوري رضي الله عنه ألف درهم في كل شهر، فكان إذا صلى سفيان يقول في سجوده: «الله إن يحيى كفاني أمر دنياي، فاكفه أمر آخرته.»
هذا وإذا علمت أن أم الفضل بن يحيى، وهي زينب بنت منير، كانت ظئرا للرشيد فأرضعته بلبان الفضل، وأرضعت الخيزران، والدة الرشيد، الفضل بلبان الرشيد، استطعت أن تقدر إلى أي مدى كانت علاقة الرشيد بآل برمك وهو لم يدرج في مهده، ولم يفرق بين أمسه ويومه.
ونجد في أخبار سنة ست وسبعين ومائة، أن الرشيد ولى الفضل بن يحيى كور الجبال وطبرستان ودنباوند وقومس وأرمينية وأذربيجان، وندبه لحرب يحيى بن عبد الله الطالبي حين خروجه بالديلم، فوفق الفضل لأخذ أمان له من الرشيد، وأصلح أيما إصلاح، ونجح النجاح كله في غزواته وحروبه، حتى قال فيه أبو ثمامة الخطيب:
للفضل يوم الطالقان وقبله
يوم أناخ به على خاقان
ما مثل يوميه اللذين تواليا
في غزوتين توالتا يومان
Unknown page