فقال عزت معاودا المرح: لن أنصحك بشيء، أتدري لماذا؟ لأنني ما عملت بنصيحة أحد!
فقال سمير بحبور غمره من خلال ألفة متزايدة: طالما تشوقت لرؤياك. - ولم لم تشبع أشواقك؟ - خيل إلي أنك لا تهتم برؤيتي! - تخيل خاطئ مائة في المائة، ولكنك لا تعرف كل شيء.
وقدم له برتقالة ثم سأله: لم يكن لي أصدقاء كثيرون. وأنت؟ - لي كثيرون منهم، في الحارة والمدرسة. - ولا شك أن علاقتك بأمك وجدتك جميلة؟ - على خير ما يرام. - أيهما أحب إليك؟
فابتسم وقال: الأم هي الأم، ولكن سحر جدتي لا يقاوم! - إنها العجيبة الثامنة في الدنيا. - كيف هان عليك أن تهجرها ذاك العمر كله؟
وقال لنفسه: إن ابنه لم يعرف الضجر ولا الألم بعد، وإذا به يقتحمه متسائلا: هلا حدثتني عن حياتك العاطفية؟
فارتبك سمير وبدا عليه أنه لم يفهم، فرحمه أبوه وسأله: يهمني أن أعرف؛ أأنت سعيد؟ - أعتقد ذلك. - في ذلك الكفاية، أرجو أن تكون سعيدا حقا. - أعتقد ذلك. - عظيم، استمتع بوقتك؛ فالحياة لا تبقى على حال.
فتفكر الشاب مليا، ثم سأله: وكيف حالك أنت يا أبي؟ - ناجح والحمد لله. - أعني أأنت سعيد؟
فضحك عزت عاليا وقال: أعتقد ذلك! - لدي سؤال ولكني أهاب طرحه. - صارحني بما تشاء. - أأنت متزوج؟ - ماذا يقولون هناك؟ - يقولون إنك متزوج. - ومن الزوجة التي زعموا؟ - بدرية المناويشي!
فضحك عزت مداراة لانفعاله وقال: أتزوج من امرأة الصديق السجين؟! ... هل تصورت أن أباك يرتكب فعلا خسيسا كهذا؟
فقال سمير مرتبكا: ربما كانت الشهامة لا الخسة هي ...
Unknown page