318

Al-ʿasjad al-masbūk waʾl-jawhar al-maḥkūk fī ṭabaqāt al-khulafāʾ waʾl-mulūk

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

Genres

وفي اليوم الثامن من شهر ربيع الاول استوزر الخليفة ابا طالب مؤيد الدين محمد 33 بن احمد بن علي بن محمد العلقمي، وركب في جمع عظيم من حاشيته وغيرهم الى دار الوزارة وجلس في الديوان، وكان قبل ذلك استاذ الدار، فأمر الخليفة عوضه في استاذية الدار محي الدين يوسف 34 بن عبد الرحمن بن الجوزي في يوم التاسع من الشهر المذكور، ولما فتحت تركة الوزير نصير الدين احمد بن الناقد وجد فيها صندوق أبنوس فيه نيف وتسعون الف دينار، وفيه رقعة يذكر فيها ان ذلك من فواضل معيشته وما انعم عليه به في الايام المستنصرية والمستعصمية وان ذلك حق من حقوق بيت المال للمسلمين لا تستحق ورثته منه شيئا، فحمل الى دار التشريفات وانعم على ورثته واجريت لهم جرايات على المخزن.

وفي يوم التاسع من شهر ربيع الاخر توفي الملك المغيث جلال الدين عمر 35 بن الملك الصالح ايوب بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل ابي بكر بن ايوب، وكان شابا مليح الصورة حصل عند عم ابيه الملك اسماعيل بن العادل 165 / ب/فحبسه عنده رهينة، فلم يزل في محبسه الى أن توفي في التاريخ المذكور، فاشاع موته واحضر جماعة رأوه ميتا لا اثر به وصلى عليه ودفنه، فزعم ابوه الصالح ايوب بن الكامل ان عمه الصالح قتله، وتباعد الأمر بينهما. 36

وفي شهر جمادى الاولى وصل الملك الافضل موسى بن اسد الدين شيركوه هاربا من اخيه صاحب حمص ملتجئا الى ابواب الديوان العزيز.

وفي شهر جمادى المذكور استدعي ابو الفرج عبد الرحمن بن يوسف الجوزي الى دار الوزير وشرفه بتدريس الطائفة الحنبلية في المدرسة، واستدعي اخوه ايضا عبد الله بن يوسف الى دار الوزير، ورتب محتسبا، وخلع عليه، ورفع بين يديه غاشية على الاصابع، وتوجه الى باب بدر 37 وجلس على دكة الدلوية به. واحضر جماعة من المتعيشين وتهددهم على البخس ان وجد في ميزان احد منهم، واعتبر 38 المكاييل وشدد في ذلك.

Page 529