Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Genres
وفي ثاني جمادى الاخرة كملت 80 عمارة ايوان الساعات الذي امر الخليفة بانشائه قبالة المدرسة المستنصرية وعمل تحته صفة فاخرة فجلس عليها الطبيب، وعنده جماعته الذين يشتغلون عليه بعلم الطب وتقصده المرضى فيداويهم وبني في حائط هذه الصفة دائرة عجيبة غريبة وصور فيها دائرة الفلك وجعل فيها طاقات لطافا لها ابواب مطلقة وفي طرفي الدائرة 152 / أ/بازان من ذهب في طاسين من ذهب وراءهما بندقتان من شبة 81 لا يدركهما الناظر، فعند مضي كل ساعة ينفتح فم البازين وتقع منهما البندقتان، كلما سقطت بندقة، انفتح باب من ابواب تلك الطاقات والباب مذهب 82 فيصير حينئذ مفضضا وحينئذ تمضي ساعة زمانية، ثم اذا وقعت البندقتان في الطاسين يذهبان الى مواضعهما ثم تطلع اقمار 83 من ذهب في سماء لا زوردية في ذلك مع طلوع الشمس الحقيقية وتدور مع دورانها، وتغيب مع غيبوبتها فاذا غابت الشمس وجاء الليل فهناك اقمار طالعة من ضوء خلفها كلما مضت ساعة تكامل ذلك الضوء في دائرة القمر ثم يبتدي في الدائرة الاخرى الى انقضاء الليل وطلوع الشمس فيعلم بذلك اوقات الصلوات وتقض الساعات الزمنية ليلا ونهارا، وتؤخذ المواليد (وحلول الشمس في البروج الأثني عشر وكيفية قطعها الفلك والدرج والدقائق وهي منقبة جليلة) 84 للامام المستنصر بالله امير المؤمنين.
وفي يوم الثامن من شعبان صرف 85 القاضي ابو المعالي عبد الرحمن 86 ابن مقبل عن قضاء الاقضية، وعن التدريس بالمدرسة المستنصرية، وأمر على نوابه بجانبي بغداد أن يحكم لهم على عادتهم.
Page 472